عمان- تسعى وزارة التربية والتعليم، من خلال مجموعة برامجها التي تطرحها، إلى مساعدة  الطالب على تنمية شخصيته خلال مراحله العمرية والتعليمية المختلفة، حتى يتمكن من الوصول لمستوى مناسب من الصحة النفسية والتكيف مع محيطه. وتقوم وزارة التربية والتعليم بتطبيق برامجها من خلال مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تطوير قدرات الطالب، وفق مديرة الإرشاد والتوجيه سوزان عقرباوي، ليكون مواطنا فاعلا قادرا على تلبية حاجاته وحاجات مجتمعه. وتشير العقرباوي إلى أن هذه المبادرات جاءت تحقيقاً للسياسات التربوية الخاصة بتوفير بيئة تعليمية آمنة تشمل جميع المتطلبات التي تتناسب واحتياجات الطلبة الصحية والانفعالية والاجتماعية والتربوية والأكاديمية. وتجسيدا لهذه الأفكار، أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة تحصين الطلبة المعرضين للخطر التي تعد من سلسلة مبادرات الشرطة المجتمعية والتي تسعى من خلالها مديرية الأمن العام إلى تطوير وسائلها للوقاية من الجريمة والحد منها قبل حدوثها. وتهدف المبادرة، بحسب العقرباوي، إلى زيادة الوعي لدى فئة الشباب لتحصينهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية في إطار التعاون ما بين الوزارة ومديرية الأمن العام وتكاتف الجهود التي تهدف لحماية الطلبة. وجاءت هذه المبادرة للحماية من خطر الانحراف والوقوع في الجريمة، وتصحيح مسارات الطلبة المعرضين للمخاطر السلوكية من خلال تعزيز منظومة القيم والأخلاق لديهم، وتوعيتهم بأساليب الحوار وكيفية مواجهة المشكلات والتعامل معها. وتستهدف المبادرة الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين (14-17 عاما) في الصفوف من الثامن وحتى العاشر الأساسي في مدارس الطلبة الذكور الحكومية. وتبين عقرباوي أن هذه الفئة هي الأكثر تعرضا لمختلف المخاطر السلوكية مثل الجرائم الالكترونية، المخدرات، التفكك الاسري، الانحراف. وتهدف كذلك الى تغيير وتصحيح مسارات الطلبة المعرضين للمخاطر السلوكية من خلال تعزيز منظومة القيم والأخلاق لديهم، ومساعدتهم على تصويب مساراتهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم ورفع مستوى الثقافة الأمنية لديهم وفق منهج يهدف الى إعلاء قيمة العقل وتوعيتهم بأساليب الحوار وكيفية مواجهة المشكلات والتعامل معها. وتشمل المبادرة محاضرات حول التعريف بالمبادرة والشرطة المجتمعية وأهدافها، والتوعية بالجرائم الالكترونية، المخدرات، التفكك الأسري والانحراف بواقع جلستين كل أسبوع، مدة الجلسة ساعة واحدة. كما تسعى المبادرة إلى تفعيل المسرح في توعية الطلبة من خلال عرض مسرحيتين حول المخدرات والعنف الأسري، وعرض اسكتشات من أرشيف العين الساهرة والبرامج الإعلامية المتوفرة لدى إدارة الإعلام الأمني. وتشارك في المبادرة 21 مدرسة من مديرية التربية والتعليم بواقع مدرسة واحدة لكل مديرية؛ حيث تم اختيار المدارس وفق مجموعة من المعايير، أهمها تزايد نسبة العنف في المدرسة وعدد الشكاوى الواردة على الخط الساخن في مديرية الإرشاد والتوجيه والمتعلقة بالمشكلات السلوكية. أما مبادرة "هيئة أجيال السلام"، فتأتي ضمن سعي وزارة التربية والتعليم إلى مناهضة العنف عن طريق الرياضة والفن بالتعاون مع هيئة أجيال السلام، وهي منظمة دولية خيرية غير ربحية، أسسها سمو الأمير فيصل بن الحسين. وتهدف المبادرة إلى استخدام الرياضة والفن كأداة في حل النزاعات وتقوم على تعزيز أربع قيم أساسية هي؛ تمكين المجتمعات، التسامح الفعال، المواطنة، والمسؤولية. وأسفرت الفعالية عن إبرام اتفاقية بين وزارة التربية والتعليم وهيئة أجيال السلام في العام 2013-2014 لتنفيذ برنامج يهدف لمناهضة العنف المدرسي بين الطلبة عن طريق الرياضة والفن. ويطبق البرنامج في 36 مدرسة في 11 مديرية من مديريات التربية والتعليم، شارك فيها 192 من المعلمين والمرشدين التربويين ومديري المدارس؛ حيث بلغ عدد الطلبة المستهدفين (2000) طالب وطالبة في المراحل الثلاث للبرنامج. ويتم حالياً الإعداد لخطة عمل العام الدراسي 2017-2018 بالتعاون مع الهيئة للتوسع في تنفيذ البرنامج في مديريات مختلفة بعدد أكبر من المدارس، وسيتم اختيار المديريات والمدارس وتحديدها لاحقاً في ضوء معايير يتم اعتمادها من قبل الوزارة والهيئة، وفق العقرباوي. كما أطلقت الوزارة حملة وطنية تعد من أهم وأكبر المبادرات تحت عنوان "معاً نحو بيئة مدرسية آمنة"، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2009 برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، بناءً على نتائج الدراسة الوطنية التي أعدتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة اليونيسف في العام 2007. وجاءت هذه الحملة بهدف التعريف بمستويات العنف التي يتعرض لها الأطفال في الأردن بشكل عام؛ حيث أظهرت الدراسة أن حوالي 71 % من الأطفال يتعرضون لأحد أشكال العنف اللفظي و57 % يتعرضون لأحد أشكال العنف الجسدي من قبل المعلمين والإداريين في المدارس، ومن هنا أعدت وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسيف بالتعاون مع عدد من الشركاء برنامج الحملة الوطنية "معا.. نحو بيئة مدرسية آمنة". وتهدف الحملة إلى خفض نسب حدوث العنف الجسدي واللفظي الموجه للطلبة في المدارس إلى 12 % للعنف الجسدي و20 % للعنف اللفظي ورفع نسبة استخدام التدابير الإيجابية التي يستخدمها المعلمون لتوجيه وتعديل سلوك الطلبة لتصل إلى 60 %، مع نهاية العام الدراسي 2015-2016. وتلفت عقرباوي إلى قيام منظمة اليونسيف بالتعاقد مع شركة تقييم خارجية، وذلك لتقييم الحملة بجميع مكوناتها منذ انطلاقها وحتى نهاية العام الدراسي 2016؛ حيث قامت الوزارة بتزويد المقيمين بالبيانات والمعلومات اللازمة كافة، وتسهيل مهمتهم في إجراء التقييم الخارجي. وتشير العقرباوي إلى قيام وزارة التربية والتعليم، وبعد اكتشاف العديد من حالات العنف الأسري للطلبة الذين على مقاعد الدراسة، بتدريب المرشدين التربويين للتعامل مع مثل هذه الحالات، خصوصا وأن بعضها يحتاج إلى الإحالة لمؤسسات أخرى مثل حماية الأسرة لتقديم خدمات متخصصة لمثل هذه الظروف. وقامت الوزارة بإعداد دليل "دمج منهجية إدارة الحالة" في عمل المرشدين التربويين وإعداد "دليل التحفيز المجتمعي ومهارات التيسير"، بهدف تنفيذ جلسات توعية في المجتمع المحلي حول توجيه السلوك واستخدام بدائل العقاب. كما قامت بتدريب (67) مرشدا ورئيس قسم إرشاد للتدريب على دليل التحفيز/ إدارة الحالة؛ حيث نفذ كل مدرب أربع محاضرات توعوية لأولياء الأمور والمجتمع المحلي بلغ عددهم (4250) مستفيدا.

أوائل - توجيهي أردني