الطفيلة- تزايدت ظاهرة تغيب المعلمين في بعض مدارس بالطفيلة خصوصا ممن يقطنون في محافظات بعيدة، بعد أن يتمكنوا من الحصول على إجازات مرضية متكررة بعضها غير صحيح، بما يسهم في تأخر قطع المناهج الدراسية وبقاء مدارس دون معلمين لفترات طويلة، وفق أولياء أمور طلبة. وقالوا ان بعض المعلمين ممن يأتون من مناطق ومحافظات أخرى خارج الطفيلة يتعمدون الحصول على إجازات مرضية طويلة تمتد لأسابيع، بحجج مرضية مختلفة ليتم التغيب عن المدرسة بشكل مشروع، متناسين واجبهم التعليمي والتربوي حيال طلبتهم. وأكد أولياء أمور في مدرسة عين البيضاء الأساسية أن معلمين يدرسون مواد علمية مهمة يلجأ البعض منهم إلى الحصول على إجازات مرضية، وهم في حقيقة الأمر متمارضون، ليتمكنوا من التخلص من الدوام المدرسي. ولفتوا إلى أن الإجازات المرضية تبدأ بيوم وتمتد لثلاثة أيام لتمتد بعدها إلى ثلاثة أسابيع وفق العذر المرضي، حيث تكون الإجازات الطويلة الأمد مستندة إلى حجة إصابة المعلم بكسر في الأطراف أو في أجزاء منها ليحصل على إجازة طبية مرضية مصدقة من طبيب معتمد وتصدق الإجازة من قبل المركز الصحي أو مديرية الصحة. وبينوا أن تلك العملية تعتبر تدليسا في مهنة شريفة وراقية في حال كان المعلم متمارضا، وإلا فإنه يستحق الإجازة المرضية في حال كان مريضا بشكل فعلي، لافتين إلى أن تكرار تلك الظاهرة السلبية تؤثر على تحصيل أبنائهم، خصوصا أنه لا يتم توفير معلم بديل لكون عملية التعويض عن المعلم الغائب لا تتم إلا بعد وجود شاغر فعلي ليتم معالجة ذلك من خلال التعليم الإضافي الذي لا يوفر الاستقرار للمعلم ولا الطلبة. وأشار أحمد القطامين ولي طالب أن معلما في المدرسة التي يدرس فيها أبنه متغيب عن الدوام الرسمي منذ نحو أسبوعين، وكان قبلها يتغيب ليوم أو ثلاثة أيام بحجة أنه مريض، والذي حصل مؤخرا على إجازة طبية طويلة مدتها 21 يوما بحجة كسر في إصبع قدمه. وبين أن حصص المادة التي يدرسها المعلم المتغيب تشغل كحصة فراغ، أو يتم تحميل معلمين من المدرسة بإشغالها وتدريس المادة بالرغم من عدم تخصصهم، مؤكدا أن تأخرا في قطع المنهاج سيظهر جليا في ظل قرب انتهاء العام الدراسي. ولفت القطامين إلى أنه حتى لو عاد المعلم للدوام فإنه سيقوم بتدريس المنهاج بسرعة ليعوض التأخير، دون قدرة الطلبة على الفهم، أي يتم ذلك بطريقة "السلق" بحيث تؤثر سلبا على تحصيل الطلبة. وأشار المواطن محمود فرحان أن بعض المعلمين القادمين من محافظات أخرى كثيرو الغياب بحجج مرضية واهية، وتقارير يحصلون عليها بطرق غير صحيحة، بالرغم من حصولهم على علاوة "التجيير" البالغة 150 دينارا فوق رواتبهم، بالإضافة إلى تأمينهم بسكن مجاني مدفوع الماء والكهرباء. وأضاف فرحان أن بعضهم يبكرون في مغادرة المدرسة نهاية الأسبوع ويتأخرون في القدوم إليها بدايته، بحجة المواصلات، خصوصا القاطنين في مناطق ومحافظات تبعد عن الطفيلة بمسافات كبيرة. وبين أن مدارس تعاني من تلك الظاهرة التي أصبحت مؤرقة، بحيث تربك المشهد التعليمي خصوصا في المواد العلمية التي لا يمكن أن يحل معلم مكان المتغيب بسبب اختلاف تخصصه. من جانبه، قال مدير التربية والتعليم في الطفيلة بهجت الحجاج إن بعض المعلمين من القادمين من محافظات بعيدة يحصلون على إجازات مرضية بأعذار مختلفة، بعضها صحيح وكثير منها غير ذلك، ويساهمون في إرباك الدراسة في بعض المدارس. وبين أن الإجازات المرضية التي يحصلون عليها لا يمكن الطعن فيها، لافتا إلى أنه تم مخاطبة وزارة التربية والتعليم بخصوص عملية الطعن في الإجازات الطبية في حال كان المعلم الحاصل على الإجازة الطبية لا يبدو عليه أي أعراض مرضية. ولفت الحجاج إلى أن الإجازة المرضية تعتبر محصنة ومصدقة ولا يجوز التشكيك أو الطعن فيها وفق الأنظمة المعمول بها، لذلك فإن المشكلة ستبقى ماثلة وسيشكل ذلك معاناة مستمرة لمديري المدارس وللطلبة، بما تسببه من تأخر في قطع المنهاج الدراسي واللجوء إلى الاستعجال في إنهائه مع قرب نهاية الفصل الدراسي دونما قدرة الطلبة على الفهم الجيد.