يشخص خبراء أكاديميون وتربويون اليوم، واقع المناهج المدرسية لوضع رؤية ضمن خطة عملية لـحوكمتها خلال مؤتمر يعقده مجلس حوكمة الجامعات العربية، ومقره جامعة الشرق الأوسط.  ويسعى المجلس وكلية العلوم التربوية في جامعة الشرق الاوسط، لبلورة رؤية وطنية في المناهج المدرسية العربية، عبر استطلاع آراء خبراء ومتخصصين في المناهج والحوكمة عبر رصد الواقع ووضع محاور للمأمول من نتائج المؤتمر الذي يعقد في رحاب الجامعة. ويأتي عقد المؤتمر وعنوانه: حوكمة المناهج المدرسية العربية: الأردن انموذجاً "الواقع والمأمول"، تجسيداً لرؤية وطنية في المناهج في ظل جهود الإصلاح الشامل المبذول في كافة مكونات المنظومة؛ لمناقشة التحديات المختلفة التي تواجه العملية التربوية، والآفاق المستقبليّة للنهوض والارتقاء بها، عبر استطلاع آراء الخبراء والمتخصصين في المناهج والحوكمة. ويشارك في المؤتمر خبراء تربويون، وعمداء في كليات العلوم التربوية، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمدارس، ومديري التربية، وأولياء الأمور، وطلبة الدراسات العليا في كليات  العلوم التربوية  لفتح حوار ونقاش موسعين بين أطراف العملية التعليمية للانخراط في عملية الحوار وتقديم البحوث والخروج بتوصيات تبلور رؤية ورسالة في المناهج ضمن خطة عمل محكومة بمؤشرات قياس وجدول زمني. ويتضمن المؤتمر ثلاثة محاور؛ المحور الأول: حوكمة المناهج (أهداف المناهج، حوكمة محتوى الكتاب المدرسي، حوكمة استراتيجيات التدريس، حوكمة أساليب التقويم، وحوكمة دليل المعلم)، والمحور الثاني، دور الشركاء في حوكمة المناهج، والمحور الثالث عرض تجارب عربية وعالمية في حوكمة المناهج.  وفي هذا الصدد، قال الامين العام لمجلس حوكمة الجامعات العربية الدكتور يعقوب ناصرالدين إن هذا المؤتمر يعد ضرورة وطنية تستدعي البحث بأسلوب منهجي محكوم بمبادئ الحوكمة كالمشاركة والشفافية والمساءلة، تراعي موجبات ومحددات التعديل او التغيير المطلوب في المناهج بما يخدم العملية التعليمية مع المحافظة على الثوابت الوطنية والدينية.  وبين ناصر الدين أن مبررات عقد المؤتمر تأتي انسجاما مع توصيات مؤتمر القمة العربية الـ28 الذي عقد مؤخراً في الأردن، والذي يؤكد على تحسين نوعية المناهج، وعدم مواءمة مخرجات التعليم العام  مع متطلبات التعليم الجامعي، ومواكبة المناهج للتطورات التكنولوجية والعلمية، وتركيز الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية على تطوير المناهج وتدريب المعلمين.  وقال إن الحوكمة تستدعي إسقاط مبادئها على جميع مكونات العملية التعليمية من طالب ومعلم وبيئة مدرسية، مبينا أن المنهاج يجب أن ينصب ضمن عملية الحوكمة عبر تحديد الهدف وتطوير المحتوى واستراتيجيات التعليم واعتماد اساليب تقويم واضحة ضمن مؤشرات قياس واضحة وايجاد دليل يكون بمثابة مرشد للمعلم في التدريس.  وأضاف ناصر الدين أن "نجاح عملية الحوكمة مرهونة بمراعاة أبعادها الانسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والادارية وحتى السياسية ، فمخرجات المدارس هي مدخلات للجامعات وسوق العمل". وعلى صعيد متصل؛ قال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الحيلة أن عقد مثل هذا المؤتمر يأتي من منطلق رؤية ورسالة جامعة الشرق الاوسط وإدراكها لاهمية التشبيك بين أطراف العملية التعليمية حيث سيتاح  لعمداء وأساتذة وطلبة الدراسات العليا في كليات التربية الانخراط في عملية الحوار والعصف الذهني. وأوضح الحيلة أن المؤتمر سيفتح آفاقاً واسعة لاصحاب المصالح من خبراء تربويين وأعضاء هيئة تدريس في الجامعات والمدارس ومديري التربية، وأولياء الأمور، والطلبة وغيرهم المشاركة في عملية الحوار وتقديم البحوث للخروج بتوصيات تبلور رؤية ورسالة المناهج ضمن خطة عمل محكومة بمؤشرات قياس وجدول زمني.