عمان– شهد القطاع التعليمي خلال مسيرة استقلال المملكة، التي بدأت العام 1946، انجازات تطويرية وتحديثية عديدة، وضعت التعليم في المملكة على أرض صلبة، وجعلته أنموذجا في المنطقة والعالم من حيث الكم والنوع، بما سجله من إضاءات في تطور التعليم. وما تزال النهضة التعليمية محط اهتمام من جلالة الملك عبد الله الثاني، وجلالة الملكة رانيا، لما يشكله على صعيد النهوض بالبلاد، وتقدمها وتطورها في مختلف المجالات.  وشكلت مبادرات جلالة الملك التعليمية، محطات مهمة في نقل التعليم نقلات جديدة، تنهض بمؤسساته وجوانبه كافة، اذ ارتكزت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية على ايجاد موارد بشرية مؤهلة، قوامها التميز والإبداع، والتمكن من أدوات اقتصاد المعرفة وذات قدرة تنافسية عالية، قادرة على الريادة والاستجابة لمتطلبات التنمية المستدامة، حاضرا ومستقبلا. وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي؛ اكد أن التعليم خلال مسيرة الاستقلال “تقدم كثيرا فمنذ بداية استقلال المملكة، وهو ينمو من حيث النوع والكم والتعدد، والبنية التحتية من مدارس وكليات وجامعات”. واضاف السعودي أن وضع التعليم في الثمانينيات والتسعينيات “كان متميزا في الجانب الكمي والنوعي، بحيث اصبح لدينا مدارس حكومية وخاصة وكليات مجتمع متوسطة وجامعات حكومية وخاصة”. وبين ان تحديات التعليم دائما كبيرة، “ما يجعلنا بحاجة لتغيير جذري في هذا القطاع الحيوي، أكان في البعد الجذري للبنية التحتية، أو في البرامج والسياسيات، ولكن ظروف المنطقة تسهم اليوم، بتحديات كبرى في نمو التعليم وتقدمه”. واوضح السعودي انه للاستفادة من المنجزات السابقة في التعليم، لا بد من اعادة النظر في جانبه النوعي والمتعلق ببناء الانسان، لأنه يكمل الجانب الكمي، مشيرا الى أن الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك “اوجدت قضايا تسهم بتطوير نوعي للتعليم”. ولفت السعودي الى ان ما طرحه جلالته في ورقته، يبلور وجهة نظر وإرادة ملكية متميزة في مجال تطوير التعليم على نحو عميق ولمختلف مراحل التعلم، لافتا الى أن النظرة المستشرفة لجلالته في هذا النطاق، تشير الى ان جلالته يعي تماما بان صناعة الانسان هي الاولوية في سياق الإصلاح الشامل الذي تبناه جلالته. وبين ان كل افكار جلالة الملك المتعلقة بتطوير التعليم، “تقدمية على نحو كبير”، لما تحمله من بعد نظر يفيد بأن الإصلاح في التعليم، هو المركز الرئيس للاصلاح في مختلف مجالات الحياة، لذلك “نرى ان التعليم في الاردن تقدم من الناحية النوعية والكمية”. من جانبه، قال مدير ادارة التخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد أبو غزلة، ان الرؤية الملكية في التعليم، مصدر من مصادر التكوين المعرفي للأردنيين، وركيزة أساسية في مسيرة الإصلاح والبناء وتحقيق نهضة تعليمية متميزة. واضاف ابو غزلة ان جلالة الملك يبذل جهودا خيرة لإعلاء شأن الوطن ورفعته وازدهاره وتأمين الحياة الحرة والكريمة للمواطنين، “فقد آمن جلالته بأهمية التعليم في تكوين رأس المال المعرفي وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية”. وبين ابو غزلة ان التطور المعرفي والتعليمي شغل ذهن جلالته وفكره، فقدم دعمه لمسيرة التعليم بتنمية القطاعات التعليمية كافة، وبفضل توجيهاته سعى الاردن لامتلاك موارد بشرية مؤهلة قوامها التميز والإبداع، متمكنة من أدوات اقتصاد المعرفة، وذات قدرة تنافسية عالية، قادرة على الريادة والاستجابة لمتطلبات التنمية المستدامة حاضرا ومستقبلا. واشار الى أن الورقة النقاشية الملكية السابعة “تأكيد على اهتمام جلالته بالتعليم”، فقد طرح جلالته فيها رؤى استشرافية، وأنار الطريق لتطوير قطاعي التعليم العام والعالي، لتكون خريطة طريق للقائمين على قطاعات التعليم. كما حدد جلالته في هذه الورقة الفكرية “رؤية ورسالة” لقطاع التعليم في الأردن؛ للوصول إلى  الريادة والقيادة، وليغدو هذا القطاع أنموذجا عربيا ودوليا، وبيت خبرة لكل الدول المحيطة والصديقة. وقال ابو غزلة ان جلالته حرص في كتب التكليف السامية للحكومات الأردنية المتعاقبة، على وضع التعليم على سلم أولويات الحكومات، مؤكدا ضرورة تطوير التعليم وتجويده عن طريق  مدخلات متعددة تركز على نوعيته، والتوظيف الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيه، والتوسع فيه، وتوفير بيئات تعلم مناسبة، وبرامج لتحقيق التنمية المهنية للمعلمين. واضاف ان رؤية جلالة الملك تأتي انطلاقا من ايمانه بأن التعليم حق من حقـوق الإنسان، ودعـامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو حق للجميع غير قابل ‏للتصرّف فيه، بصرف النظر عن الجنس أو الدِّين أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ولهذا فقد وجه جلالته، وفق ابو غزلة، وبسبب الهجرات القسرية الناتجة عن الاضطرابات الإقليمية وتدفق آلاف اللاجئين، بينهم طلبة، فقد وجه بتوفير التعليم لكل لاجئ يطلب علما بغض النظر عن جنسه او لونه او عرقه او ديانته، على الرغم مما رتب من ضغوط اجتماعية واقتصادية على البلاد. وأكد ابو غزله ان على الأردنيين جميعا والاسرة التربوية بخاصة، أن يفخروا بقائد وطنهم ومعزز استقلاله، وان يسهموا بتحقيق النهضة التعليمة التي وجه لها في ورقته النقاشية حول التعليم، وأن نكون جميعا على قدر اعلى في الاستجابة لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، لترجمة ما يطمح له جلالته من النهضة التعليمية لوطننا العزير، ولتحقيق التميز والجودة والإتقان عبر منظومة شاملة، تعكس الإرادة القوية والعزيمة الصادقة في رؤية جلالته للنهضة التعليمية، كي يظل الاردن أنموذجا في استثمار طاقات الإنسان وإبداعاته، وبيت خبرة في مجال التعليم.   واضاف إن الأردن حقق انجازات تعليمية ملموسة، أبرزها ارتفاع نسبة الالتحاق بالتعلم في مراحل التعليم العام، وإزالة التفاوت بين الجنسين في نسب الالتحاق، وتعميم التعليم الأساسي والتوسع في رياض الأطفال. وأشار الى أن معدلات الالتحاق الإجمالي بين سني الـ6 و12 عاما، وصلت إلى 101.7 %، وارتفعت معدلات الالتحاق الصافي في الصف الأول الابتدائي إلى 99.9 %، وانخفضت معدلات الأمية الى 6.4 % العام الماضي. ولفت ابوغزلة الى ان الأردن حقق الترتيب 44 في مؤشر جودة التّعليم الابتدائي بين دول العالم، والترتيب 47 في مؤشر جودة إدارة المدارس، والترتيب 44 في مؤشر وصول الإنترنت للمدارس.

أوائل - توجيهي أردني