شارك نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في أعمال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان " سبل مواجهة التحديات التعليمية للأطفال اللاجئين" والتي جاءت ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للتعليم والمهارات 2016 التي انطلقت أعمالها في دبي اليوم .

   وعرض الدكتور الذنيبات خلال الجلسة أثر اللجوء السوري على الأردن مبيناً أنه تسبب في أعباء كبيرة على بنيته التحتية وموارده وامكاناته المحدودة وتسبب كذلك في ضغط هائل على القطاع الخدماتي وبخاصة في قطاع التعليم والصحة .

   كما عرض الدكتور الذنيبات جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في مؤتمر لندن للمانحين ، مبيناً الجهود التي يبذلها الأردن في التعامل مع أزمة اللجؤ السوري على أراضيه وما يقدمه من خدمات أنسانية ، وأهمية تقديم المجتمع الدولي للأردن الدعم اللازم لتمكينه من التعامل مع أعباء هذا اللجوء . 

   وأكد الدكتور الذنيبات أننا في الأردن وانطلاقاً من إيماننا المطلق بالتعليم كحق أساسي لكل طفل وباعتباره خدمة عالمية فقد فتحنا مدارسنا للأطفال السوريين وغيرهم على الأراضي الأردنية بغض النظر عن جنسياتهم وأسباب قدومهم إلى الأردن ، معتبراً أن الأردن يقوم بخدمة إنسانية جليلة في هذا المجال نيابة عن المجتمع الدولي ، داعياً أن لا يترك الأردن وحيداً في مواجهة هذا التحدي .

   ودعا الدكتور الذنيبات المجتمع الدولي لتقديم الدعم المطلوب للأردن ليتمكن من القيام بهذا الواجب الإنساني وتقديم خدمات تعليمية نوعية لأطفال الأردن والأطفال السوريين وغيرهم ممن يتلقون تعليما مع أبنائنا سواء بسواء ، متمنياً أن تفي الدول والمؤسسات الدولية بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر لندن الذي عقد هذا العام .

وأكد الدكتور الذنيبات ، ان الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية تجاه أزمة اللجوء السوري لا يتجاوز 38 بالمائة من الكلفة الكلية لاستضافة هؤلاء اللاجئين، ما يعني أن هناك فجوة تمويلية كبيرة تقدر بنحو 62 بالمائة تتحملها موازنة الدولة الاردنية ، مبيناً أن ما وصل إلى قطاع التعليم أقل من 25% من الكلف الحقيقية .

   وقال الوزير الذنيبات، ان اللجوء السوري تسبب في ضغط كبير على المدارس نتج عنه ارتفاع عدد المدارس ذات الصفوف المكتظة من 36 بالمائة عام 2013 إلى 46 بالمائة عام 2015، إضافة إلى اختصار الوقت المخصص للحصة الصفية، ما أدى الى تأخير تنفيذ برامج تطوير التعليم بسبب توجيه الموارد المالية المخصصة لذلك إلى استيعاب الطلبة السوريين في المدارس، إضافة إلى الأثر غير المباشر على البيئة المدرسية الآمنة .

   وبين الدكتور الذنيبات خلال الجلسة النقاشية التي حضرها كل من المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) إيرينا بوكوفا وجورج باباندريو رئيس الوزراء اليوناني الأسبق ومدير الاستراتيجية العالمية لـ " تحالف الأعمال العالمي للتعليم " توم فليتشر وعدد من الخبراء والمسؤولين التربويين ، أن الحكومة الأردنية قامت بوضع خطة الاستجابة لمواجهة قضية اللجوء وأثرها على قطاع التعليم وكيفية معالجة هذا الأمر .

    وأشار الدكتور الذنيبات إلى ما يزيد عن 200 ألف طالب من 85 جنسية يجلسون على مقاعد الدراسة مع الطلبة الاردنيين في المدارس العامة ويتلقون نفس جودة التعليم دون تحميلهم أي كلف مالية رغم شح الموارد، حيث تتحمل الموازنة الأردنية نفقات تعليمهم .

   وقدر الدكتور الذنيبات كلفة الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة السوريين في المدارس الأردنية بنحو 250 مليون دينار سنويا سواء تكاليف مباشرة أو غير مباشرة، مبينا أن وزارة التربية والتعليم عملت على بناء ما يقرب من 5 آلاف غرفة صفية فاقت كلفتها 600 مليون دولار لتلبية حاجات ومتطلبات استيعاب الطلبة السوريين، إضافة إلى تعيين وتدريب أعداد كبيرة من المعلمين للتعامل مع الاعداد المتزايدة من الطلبة .

     وثمن الدكتور الذنيبات دور الجهات المانحة والمنظمات الدولية في دعم قطاع التعليم في العديد من مجالاته ، داعياً المجتمع الدولي والجهات المانحة تقديم الدعم اللازم للوزارة ليتسنى لها الاستمرار في تقديم الخدمات التعليمية للطلبة السوريين، لاسيما في ظل التحديات والضغوطات التي يواجهها قطاع التعليم في الأردن واستيعاب ما يزيد عن ( 145 ) ألف طالب سوري في مدارس وزارة التربية والتعليم .

 

   وأوضح الدكتور الذنيبات أن وزارة التربية والتعليم قامت بتحويل 98 مدرسة حكومية للعمل على نظام الفترتين ، وستعمل خلال العام الدراسي المقبل على تحويل 100 مدرسة أخرى على نظام الفترتين لاستيعاب الطلبة السوريين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم حال وصول التمويل الذي التزمت به الدول المانحة .

 

   وأشار الدكتور الذنيبات إلى ضرورة أن ينظر إلى التعليم ليس كتعليم مجرد بل يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة وخلق فرص عمل جديدة وفوق ذلك كله التعليم من أجل الأمن والسلم العالمي ، مؤكداً أن بناء نظام التعليم الجيد سيقود إلى مجتمع السلم والأمن والأمان مما تنعكس أثاره على مفهوم السلام العالمي بشكل عام وهذا هو المقصود بالتعليم من أجل السلم والسلام .

 

 

   وبين أن وزارة التربية والتعليم في الأردن شكلت فرقاً للإرشاد داخل المدارس العامة تشرف على توجيه الطلبة نحو السلوك الجيد ، إضافة إلى نشر مفاهيم التسامح واحترام الآخر ، وحق الناس جميعاً في الحياة دون تفريق على أساس من الدين والجنس أو العرق ، مؤكداً أن الوزارة كذلك تحرص كل الحرص على أن لا يترك طفل واحد خارج مدارسنا ، حيث شكلت الوزارة فرق عمل لمتابعة التسرب من المدارس بين اللاجئين .

 

   وأضاف الدكتور الذنيبات أنه إذا لم تقدم فرص التعليم لهؤلاء الأطفال فإن البديل عن ذلك أمور قد لا يحمد عقباها وقد يدفع المجتمع الدولي تبعاتها وبالتالي فإن هذه القضية مسؤولية دولية يجب أن لا يترك الأردن وحده في مواجهتها .

 

  من جهة أخرى عقد مؤتمر صحفي على هامش أعمال الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للتعليم شارك فيه نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات وجورج باباندريو رئيس الوزراء اليوناني الأسبق ووزير التربية والتعليم اللبناني إلياس أبو صعب .

 

   وتحدث المشاركون في المؤتمر الصحفي عن التحديات التي تواجه قطاع التعليم في الدول المستضيفة للسوريين من الأردن ولبنان .

 

   ومن الجدير بالذكر أن أعمال الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للتعليم والمهارات 2016 جاءت بدعوة منالمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) إيرينا بوكوفا ، بهدف الوقوف على أبرز تحديات أنظمة التعليم ، والسبيل إلى تعليم متميز وملائم وشامل - اوائل - توجيهي أردني .