ابراهيم عبد المجيد القيسي - يذهب رجل فقير لآخر ثري يطلبه قرضا ربويا، حين يذهب أعني:.. (..سيقول له الثري: انا بحبك والله، بدي أعطيك مصاري، بس بدي تساعدني وتشجعني أتخذ هالقرار، يعني لما أشعر انك بتعمل وناوي تسد الدين أنا بتشجع وبعطيك.. بس لازم اطمن انك عندك «نوايا عملية» ومنطقية لتسديد ديونك.. يعني.. يعني مثلا ولادك كثار بدهم مصاريف يا أخي(ليش ولادك كثار؟) فكر تقللهم، كيف ممكن تقللهم أو تقلل مخصصاتهم، وبلاش تعيش ببيت من غرفتين فغرفة تكفي، وطفل واحد كثير عليك، ولا داع لوجبة غداء يومية، وأقاربك (يلعن حرم حرمهم سيبك من مناسباتهم الاجتماعية ليش التخبيص!).. بعدين يا أخي اشتغل ليلا أيضا انس النوم وأحلامه.. عموما انا بعرف انه وضعك سيء وقلتلك اني بحبك، رح أعطيك 10% من المبلغ، وبدي اتابعك شو ممكن تعمل مع ولادك وسكنك وقرايبك، وبعدين بقرر أعطيك جزء ثانيا من المبلغ.. اسمعني: أي نصيحة بدك ياها أنا بقدمها لأنني بحبك وحريص على نجاحك.. .. وبعد ان التزم الفقير، ونفذ المطلوب، نصحه الثري بأن لا داعي للكهرباء في البيت، والخبز لولا انه نعمة الله كان قلت يلعن ابو الخبز ..شو بدك فيه، بس ما بنقدر الخبز نعمة، وابنك يا «لبيب» ما فيه داعي يدرس، يعني احنا مع انه يتعلم وما ينحرف بس دربه حتى يعتمد على حاله، خليه يفكر يتعلم علم يجيبله مصاري، يعني الحياة صعبة ومش معقول كل الناس تحمل شهادات وتروح جامعات.. خليه يتعلمله مهنة (حداده نجاره قذارة شطارة دعارة.. استخدم مخك يا أخي..).  إن في العشق لمذاهب، هذا حاله لدى الشعراء،ونرى .. كما نرى في إدارة شؤون الدول لرعاياها وصفات ونصائح وفضايح: تكون الدولة؛ بالكاد تقف على أقدامها من عبء وهول ما تحمل من واجبات وديون، ومطلوب منها التخفف من أعبائها لمواجهة متسلسلة الأزمات التي تتربص بها، كفقير يقف عاريا محاصرا بين تل من عقارب وواد من أفاعي، تلجأ للاقتراض وتنشغل بإقناع البنك الدولي لمنحها تسهيلات ومنح وقروض..والبنك ينصحها بوجوب التخفف من اعباء الرعاية لمواطنيها، بكف يدها بل قطعها عن تقديم الدعم لهم، فهي ضمانات المقدرة على السداد.. الحديث يقترب أكثر من الرعايات الرئيسية، التي تقوم بها الدول تجاه مواطنيها: خبز وكهربا وتعليم وصحة وشمس وبرق ورعد وريح ولعانة حرسي... والدنيا برا مجنونه .. ثلج مكوم ما بيزيح.. صرتي عندي مسجونة، خلينا بهالليل «نسيح».. ونامي مرة بعيوني. بعد «تنويس» الضوء المتأتي من الكهرباء يجب «تنويس» الشمس أيضا، لا يلزمنا كل هذا النور، ورغم قلته فهو علينا كثيييير.. لا نحتاج توفير «التنوير» للجميع في الجامعات، وهذه هي الحلقة القادمة في مسلسل «نصائح» البنك الدولي، ويجب تمتين الأساس لهذا الاستحقاق الوطني الكبير وبعده لا سؤال عن أي مصير. ويصير شو ما يصير - الدستور .

اوائل - توجيهي أردني .