Author:
موقع الأوائل التعليمي

عادة ما يفتقر الابن الأوسط إلى الاهتمام الي يحظى به الابن الأكبر ، والدلال والرعاية اللتي يحظى بها الابن الأصغر، فيبقى الأوسط في الأسرة متأرجحاً بين رعاية الأخ الكبير ودلال الأخ الصغير. من هنا جاء واضحا الاهتمام الذي يجب أن يلقاه كل طفل في أسرته، ويعتمد ذلك على شخصيتة الطفل والوالدين والفارق الزمني بين ولادة طفل وآخر.

 

لاحظت ذلك حين أتت مكتبي يوما الطالبة "ياسمين" في الصف السابع، تشكو إهمال والديها، وأكدت أن والدتها تحب أخاها الأكبر وتخصه برعاية فائقة، خاصة وهو في مرحلة الدراسة الثانوية العامة، فهو يحظى باهتمام الوالدين لدرجة تلبية كل متطلباته وانشغالهما بإحضار المدرسين الخصوصيين وتجنب أي نقاش يؤدي معه إلى الخصام والغضب، حتى وإن كان هو المسيء! وفي الوقت نفسه كانت الأم تكرّس معظم وقتها للأخ الصغير الذي هو في الحضانة، أما هي فلا يكترث لها أحد مع أنها ذكية ومجتهدة تحصل على النجاح بتفوق دائما.

 

قالت : هل يجب أن أكون مهملة في نظافة ملابسي وترتيب أشيائي الخاصة حتى تدخل أمي غرفتي وتحدثني وتسألني ما أحب وما أكره وما أحتاج؟ ثقي يا معلمتي العزيزة أن أمي لم تحدثني جملة كاملة خلال اليوم ابدا، فهي منشغلة طوال وقتها بأخي الصغير الذي يصغرني بعشرة أعوام وبأخي الأكبر الذي تحرص عليه ووالدي أن يحصل على النجاح الباهر في التوجيهي ليدخل الجامعة وبقيت أنا وحدي أعاني الإهمال داخل أسرتي.

عجبت لأمرها وتوقعت أن تلك زوجة أبيها وليست أمّا حقيقية ، لأن الأم تحتضن أبناءها بحب كبير وتغدق الحنان بالتساوي، وحين سألتها عن هذا الأمر، تراقصت دمعة حبيسة في عينها وامتزجت بابتسامة باهتة مع هزة رأس تشير النفي!

إن الأم الواعية والمدركة تمام الإدراك لأهمية موقع كل ابن حسب تسلسل المواليد في الأسرة والاهتمام الذي يلقاه كل طفل بغض النظر عن الفرق الزمني، هي حقا الأم الصالحة.

 

إن المبالغة في الاهتمام بالابن الأكبر ستجعل منه مغرورا متسلطا مسيطرا ذا شخصية قاسية على إخوانه، ومن ثم على زملائه في المدرسة، أما ما يحاط به الصغير من مبالغة في الرعاية والاهتمام فسيجعله ضعيف الشخصية معتمدا على غيره دائما.

بينما يتألق في الحياة لاحقا الابن الأوسط لأنه يبقى يصارع ويكافح ليبرز مواهبه وقابلياته ويشحذ فكره ليحظى باهتمام الوالدين. كما أن سلوكياته وتصرفاته تكون طبيعية محببة من الآخرين، لكنه كثيرا ما يخسر العلاقة الطيبة بينه وبين أخويه الأكبر والأصغر، بسبب الغيرة التي تنشأ بينهم للتفرقة في المعاملة من قبل الوالدين.

مي شُبَّر