لم تُسعف الكلمات معلمي عدة مدارس حكومية في المملكة للتعبير عن المشكلة الكبيرة التي يعانوها منذ بداية العام الدراسي الجديد فيما يتعلق باكتظاظ الطلبة داخل الصفوف غير مطالبة وزارة التربية والتعليم بايجاد "مكان" لهم كي يقفوا فيه ويتمكنوا من تدريس الطلبة منه؛ حيث تجاوز عدد الطلبة في بعض الشعب الـ (60-65) طالبا.
 
وقال المعلمون لـ الاردن 24 إن أحوال الغرف الصفية والأعداد الكبيرة من الطلبة فيها كشفت زيف ادعاءات الوزارة بالجاهزية الكاملة التي جرى الاعلان عنها قبل أيام من بدء الدوام المدرسي، لافتين إلى أن الصور التي جرى تداولها لكتب مغلفة ومزيّنة ما هي إلا محاولة لايهام الرأي العام بالاستعداد الجديد للسنة الدراسية الجديدة، غير أن واقع الحال كان مختلفا على الأرض وتفاجأ المعلمون بأعداد كبيرة فوق طاقة المدارس.
 
واستهجن معلمون في بعض المناطق ممارسة بعض مدراء التربية والتعليم ضغوطات على المدارس لاستمرار القبول حتى لو كانت الأعداد فوق طاقة تلك المدارس، متجاهلا في ذلك الواقع المزري الذي وصلته المدارس.
 
وطالب معلمون وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز بالالتفات أكثر إلى الميدان التربوي، وعدم الاعتماد على مدراء التربية ومدراء الادارات في الوزارة، وذلك بعدما تكشّف لهم زيف ادعاء اولئك المدراء بالاستعداد والجاهزية التامة لاستقبال الطلبة.
 
وتساءل المعلمون ونقابيون حول سبب عدم تعيين وزارة التربية والتعليم أعداد كافية من المعلمين الجدد، وعدم الاهتمام بتدريب المعينين حديثا، بالاضافة إلى أسباب عدم اضافة غرف صفية وبناء مدارس جديدة في المناطق التي تشهد مدارسها اكتظاظا طلابيا.
 
وحول ذلك، أقرّ الناطق الاعلامي في وزارة التربية والتعليم، وليد الجلاد، بوجود اكتظاظ شديد وزيادة في أعداد الطلبة ببعض المناطق والمدارس.
 
وأرجع الجلاد خلال حديثه لـ الاردن 24 سبب الاكتظاظ إلى "الهجرة المعاكسة من المدارس الخاصة إلى الحكومية"، لافتا إلى أن كثيرا من المواطنين يستهدفون مدارس بعينها، وهو ما يتسبب باكتظاظ في تلك المدرسة دون غيرها..