اختتمت المفوضية الأوروبية بالتعاون مع مشروع HOPES (فرص ومجالات التعليم العالي للسوريين) والمموّل من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (صندوق مدد) اليوم الاربعاء في العاصمة اللبنانية بيروت مؤتمراً حول كيفية دعم اللاجئين والشعوب المعوزة في البلدان المضيفة للوصول إلى التعليم في منطقة المتوسط.

وشارك في المؤتمر 120 ممثلا عن الوزارات والمنظمات الدولية وغير الحكومية والجامعات وممثلين عن دول جنوب المتوسط الأردن و الجزائر ومصر والعراق ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وتركيا وسوريا وتونس وعن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وقد حضر المؤتمر كل من وزير التربية والتعليم العالي اللبناني مروان حمادة ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن والأمين العام لاتحاد الجامعات العربية سلطان أبو عرابي العدوان.

ويهدف المؤتمر إلى تسهيل النقاشات ومقارنة النجاحات والتحديات في تأمين الوصول إلى التعليم العالي للاجئين من سوريا وللطلاب المعوزين من المجتمعات المضيفة.

وكان الاردن، ممثلا بالمستشارة الثقافية سهى عبدالرحمن، قد شارك خلال المؤتمر في جلسة نقاشية حول المشاكل والمعوقات التي تواجه عملية قبول الطلبة السوريين في جامعات الدول المضيفة بمشاركة متحدثين من لبنان ومصر وتركيا والعراق.

وفي معرض اجابتها عن اسئلة الحضور، قالت المستشارة سهى عبدالرحمن ان نقص الوثائق المصدقة حسب الاصول كان من اهم المشاكل التي واجهت الطلبة السوريين في الجامعات الاردنية، مضيفة الى ان الجامعات اعطت الطلبة السوريين مهلة فصل او فصلين دراسيين لاستكمال اوراقهم.

وحول عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الجامعات الاردنية، قالت سهى ان العدد وصل الى 15 الف طالب سوري لاجئ بحسب دائرة الاحصاءات في وزارة التعليم العالي الاردنية، مضيفة الى ان اتفاقية التبادل الثقافي الموقعة بين الاردن وسوريا لازالت سارية المفعول حيث يقدم الاردن منحا دراسيا بنحو 20 مقعدا لطلاب البكالوريوس و 20 مقعدا لطلاب الماجستير.

واستعرضت سهى الجهود الجبارة التي يبذلها الاردن في سبيل تسهيل التعليم للطلاب السوريين والعرب بشكل عام حيث قالت ان وزارة التعليم العالي قامت باستحداث مديرية تحت اسم مديرية الطلاب الوافدين للوقوف على المشاكل التي تواجه الطلاب الوافدين في الجامعات الاردنية.

واشارت الى ان مجلس التعليم العالي الاردني كان قد قرر قبل سنتين للجامعات الاردنية الخاصة يقضي بقبول الطلبة غير الاردنيين بمعدلات اقل من الطلبة الاردنيين بنسبة 15 في المائة، موضحة على سبيل المثال اذا تم قبول طالب اردني حاصل على معدل 80 في المائة في كلية الهندسة، فسيتم قبول الطلبة غير اردنيين الحاصلين على معدلات 65 في المائة في كلية الهندسة.

وقالت ان بعض الجهات المانحة لم تدفع للطلاب رواتبهم ما دفع الكثير من الطلاب من التوجه الى سوق العمل الاردني لدفع نفقات دراستهم، مضيفة الى ان بعض الطلبة السوريين تركوا الجامعات من أجل العمل وإعالة عائلاتهم.

واشارت المستشارة سهى الى ان الجهات المانحة قامت بتوفير منح لطلاب في تخصصات غير تخصصاتهم، فعلى سبيل المثال قامت بعض الجهات المانحة بتوفير منح دراسية في تخصص الهندسة لطلاب في تخصص الطب ما سبب مشكلة لعدد من الطلاب، الامر الذي تعمل المديرية المستحدثة على معالجته.

وردا على مزاعم بعدم اعتراف الاردن بالتعليم الالكتروني، فقد فندت عبدالرحمن تلك المزاعم حيث اكدت ان التعليم العالي الاردني يعترف بالتعليم الالكتروني ضمن مواصفات ومقاييس عالمية وهي مقتصرة على الكليات الادبية والانسانية التي لا تحتاج الى مختبرات وعلى ان تكون الشهادات صادرة من جامعات معترف بها على تصنيف شانغهاي او تصنيف التايمز او تصنيف ويبومايتركس.

وقد قدّم الاتحاد الأوروبي بوجهٍ خاص المساعدة المادية والعينية كما والخبرات اللازمة لإلحاق الشباب السوري والشباب من المجتمعات المضيفة بمؤسسات التعليم العالي. علماً أنّ الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (صندوق مدد)، وخصّص وحده مبلغ 53 مليون يورو للمساعدة.

ويشمل هذا الدعم حوالي 3800 منحة دراسية كاملة، و741ر5 دورة لغوّية، وأكثر من 40 الف جلسة إرشاد وتوجيه، تضمّنت نسبةً عالية من الفتيات والنساء، وسمحت هذه النشاطات للطلاب بحضور واستكمال البكالوريوس على مدى 4 سنوات ودرجة الماجستير والدورات المهنية ودروس اللغة في القطاعات الرئيسيّة مثل التمريض والصيدلة والتعليم والهندسة وإدارة الأعمال وغيرها.-(بترا)