عمان – فيما تحتفل الأسرة التربوية اليوم، باليوم العالمي للمعلم، تأكيدا لرسالة المعلم ودوره الأساسي في بناء أجيال المستقبل، والارتقاء بالمجتمع في شتى المجالات، طالب معلمون بضرورة جعل مهنة التعليم "جاذبة وليست طاردة". وأكد هؤلاء المعلمون لـ"الغد"، أن الاحتفال بهذه المناسبة من كل عام يأتي للتعبير عن الامتنان لعطاء المعلمين وجهودهم في بناء أجيال المستقبل وإنارة عقول الشباب الواعد. واعتبروا أن "تنشئة الأجيال وتعليمها، شرف قبل أن تكون مهنة"، لافتين إلى أن "إصلاح التعليم وتطويره يجب أن ينبع من حب المعلم لمهنته وإيمانه بقدراته وطاقاته وإبداعاته المختلفة، بالإضافة إلى امتلاكه رؤية ورسالة واضحة يحقق عبرها أهدافه". وفي هذا الصدد، هنأ المعلم رائد عزام جميع زملائه وزميلاته بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين، منتهزا هذه الفرصة لبث أربع رسائل لأصحاب القرار حول التعليم والمعلمين في الأردن أولها، أن إصلاح التعليم وتطويره يحتاج إلى الانطلاق من المعلم ومهنته، وضرورة إخراج المهنة من كونها طاردة إلى جاذبة، لجذب الكفاءات لها، وهذا لا يكون إلا بتحسين ظروف المهنة، كفاءة ومعيشة.  وقال إن ثانية الرسائل تخفيف الأعباء المكلف بها المعلمات والمعلمون كعدد الحصص اليومية وغيرها من التكليفات الإدارية، بما يتيح لهم تحضير الوسائل التعليمية الحديثة وتطبيقها، ومتابعة ظروف الطلبة التحصيلية ومعالجتها، إضافة إلى أهمية اكتشاف المواهب الأدبية والفنية والرياضية، وكل ذلك يستحيل حصوله في ظل أنصبة حصص مرتفعة واكتظاظ داخل الصفوف.  أما ثالثة الرسائل، بحسب عزام، فتتمثل بإعادة النظر في أسس اختيار القيادات التربوية، بحيث تكون الأولوية لمن يمتلكون الصفات القيادية وحاملي الفكر التطويري والرؤية النهضوية الشاملة، بعيدا عن الأسس الجامدة العقيمة التي أثبتت فشلها، وعن "الوساطات والمحسوبيات" أيضا. ورابعة الرسائل إيلاء البيئة المدرسية الاهتمام الكافي الذي يضمن من خلال التخطيط المسبق تهيئة بيئة صفية صحية مناسبة، مكانا وعددا ووسائل تعليمية. بدورها، عبرت المعلمة إسراء تيسير عن امتنانها للمعلم الذي طالما حمل أمانة تهيئة أجيال المستقبل لقيادة مسيرة تنمية الوطن في كافة المجالات، ولما يقدمه لصقل شخصياتهم وتنمية مهارات الحياة لديهم، وإخراج الطاقات الكامنة فيهم ليقدموا الأفضل لمجتمعاتهم. وقالت تيسير إنه "شعور رائع أن يقدرك الآخرون ولو بكلمة، والأروع أن يكون لك يوم خاص يقدرك به العالم بأكمله، هو يوم ولكنه يتوج أعواما في عمر رسالة أي معلمٍ فينا". وأكدت أن "على المعلم أن يعمل ما عليه ويعطي كل ما لديه لطلابه، كون التعليم ليس مهنة وإنما رسالة".  من جانبه، طالب المعلم عبد السلام المعلا بتقدير المعلم وتحسين ظروفه المادية، بما ينعكس إيجابا على العملية التعليمية والتربوية، وضرورة تخفيف أعبائهم من أنصبة الحصص، لافتا إلى أن "بعض الدورات التدريبية التي يتلقاها المعلمون لا تتناسب مع خبرتهم وكفاءتهم". من جهتها، اعتبرت المعلمة منال يوسف أن "من الجميل أن يكون هناك يوم للمعلم سنويا، يحتفل فيه العالم أجمع بمعلميه، وأن يتذكروا أن كل واحد منهم كان له معلم إما لحفزه أو تشجيعه أو مساندته"، داعية إلى إيجاد سياسة تقييمية لرواتب المعلمين، بما ينعكس إيجابا على نوعية التعليم. وأوضحت أنه "في حال تحسن الوضع المادي للمعلمين، فسيصبح هناك إقبال على هذه المهنة من الأشخاص المتميزين الذين سيخرجون أجيالا ذكية ومتميزة".