عمان – أكد وزير التربية والتعليم عمر الرزاز أن "منظومة التعليم بمفهومها القديم أصبحت تتفكك حاليا، فالمدرسة كانت عبارة عن مصنع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لأنها كانت تنتج أفرادا متشابهين، لكن القرن الحالي يتطلب إنتاج أفراد مبدعين ومتميزين". جاء ذلك خلال ندوة متخصصة عن أثر التقدم التكنولوجي في الوصول إلى تعليم يتمتع بجودة عالية، وكيفية استغلالها للوصول إلى المعلومات، عقدتها منصة "فرصة دوت كوم" بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بعنوان "تغير سبل الوصول إلى التعليم" أمس. وقال الرزاز "إننا اليوم أمام خيارين، إما التمسك بالصورة التقليدية للتعليم أو اللحاق بركب التكنولوجيا ومواكبة أحدث طرق التعلم والتعلم المستمر". وبين أن "منصة فرصة انطلقت بمبادرات شبابية، لذلك سنضمن استمراريتها وديمومتها كون القائمين عليها يشعرون بهموم ووجع الشباب، كما ستساهم في الوصول للشباب الباحث عن الفرص مع المؤسسات المقدمة لها باستخدام التكنولوجيا". وأشار إلى أن هناك "خلطا بين مفهوم التخرج من المدرسة ومفهوم القبول الجامعي، ففي أغلب الدول هناك امتحانان، واحد يتعلق بإنهاء مرحلة المدرسة، والثاني للدخول للجامعة، لكننا في الأردن لدينا امتحان واحد يعتبر معيارا لإنهاء المدرسة، وبناء على نتيجته نلتحق بالجامعة، وكأن الجامعة هي المسار الوحيد وباقي المسارات غير مطلوبة". وكشف أن الوزارة "تسعى لجعل الطالب ينتمي لمؤسسته التعليمية، وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة، فهذا يعد مؤشرا جيدا"، داعيا إلى "عدم الفصل بين التعليم الصفي المنهجي واللاصفي، كونهما يكملان بعضهما". وشدد على أهمية "إعادة تعريف المدرسة لتصبح جزءا من المجتمع، باعتبارها النواة التشاركية بين المعلم والطالب والإدارة وأولياء الأمور"، داعيا إلى "عدم الخلط بين الغاية والوسيلة، فالتكنولوجيا هي الوسيلة لكنا يجب أن نؤهل معلمينا وطلبتنا لاستخدامها". بدورها، أوضحت ممثلة (اليونسكو) في الأردن كوستانزا فارينا، أهمية تطبيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة في الأردن وحول العالم. وقالت إن "إشراك الشباب هو أمر جوهري لنجاح كامل الأجندة، وبخاصة الهدف العاشر الذي يتطرق إلى التقليل من اللامساواة داخل وبين بلدان العالم، والهدف السادس عشر الذي يركز على الترويج لمجتمعات عادلة، مسالمة، وشاملة".  من جانبه، تحدث سفير الاتحاد الاوروبي في الأردن اندريا فونتانا عن دعم الاتحاد القوي للمبادرات الشبابية في الأردن، لافتا إلى أن التكنولوجيا، والتعليم، وتوظيف الشباب، تأخذ مكانًا بارزًا في سياسات الاتحاد بشأن الأردن.  واستعرضت مديرة المعهد الثقافي الفرنسي في عمان صوفي بيل كيفية مساعدة "فرصة" على إيجاد المتقدمين المناسبين من الشباب لبرنامجها "سفير لاب". من ناحيته، قال مؤسس ومدير موقع "فرصة" سامي الحوراني إن المنصة واحدة من أكبر المنصات التي توفر فرصا تعليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تربط بين المؤسسات المقدمة للفرص كالجامعات ومراكز التدريب المهني والمنظمات والشركات، وبين الشباب.

أوائل - توجيهي أردني