كمال زكارنة - يواجه طلبة الجامعات الحكومية والخاصة على حد سواء مشكلة دائمة تتمثل في ازمة المواصلات اليومية في الذهاب والاياب، فهم على موعد مع الطوابير الصباحية التي تصطف في الاماكن التي تنقلهم منها الحافلات ووسائط النقل المختلفة الى جامعاتهم المنتشرة في محافظات المملكة وبعد الوصول وانتهاء الدوام الجامعي تنتظرهم ازمة ثانية في رحلة العودة لا تقل صعوبة وعناء عن عذاب رحلة الذهاب الصباحية. انها معضلة تؤرق الطلبة طيلة ايام الدوام الدراسية التي تمتد على مدار العام، ومن غير المعقول ان تستمر هذه الازمة وتتفاقم سنة بعد اخرى مع الزيادة الطبيعية في اعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات والدارسين فيها سنة بعد اخرى دون ايجاد  الحلول المناسبة،فالمسؤولية تقع اولا على ادارات الجامعات المطلوب منها تأمين وتوفير وسائط نقل مريحة للطلبة وايصالهم الى جامعاتهم في الوقت المناسب دون تأخير، وفي حالة الجامعات الخاصة فانها تتحمل المسؤولية المباشرة في هذه المهمة لان حافلاتها التابعة لها تقوم بنقل الطلبة في الاتجاهين، اما الجامعات الحكومية فانها مسؤولة ايضا عن الزام شركات وخطوط النقل المختلفة بتأمين نقل الطلبة الى الجامعات وضمان وصولهم في الاوقات المناسبة بالتنسيق مع تلك الشركات والجهات المعنية الاخرى مثل وزارة النقل وهيئة تنظيم النقل وغيرها. لا يمكن ان يخرج الطالب من منزله وهو مهيأ لخوض معركة بمحطة الباصات في الصباح الباكر من اجل الظفر بحافلة توصله الى جامعته مبكرا دون تأخير، واذا انتصر فيها، فانه مطلوب منه الاستعداد للمعركة الثانية من اجل العودة . في ظل هذه الظروف والاوضاع الصعبة، كم يلزم من الوقت للطالب ذهابا وايابا من والى الجامعة وكم يتبقى له من الوقت للدراسة والاستراحة،اضافة الى الاوضاع النفسية التي تتكرر يوميا والتي بالتأكيد سوف تؤثر على قدراته الاستيعابية وتحصيله العلمي وبالتالي على مستواه التعليمي بشكل عام. وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه الطلبة الجلوس في مدرجات الجامعات والبدء بالدراسة الفعلية الا بعد الايفاء بجميع المتطلبات المادية والادارية وغيرها فانهم من حقهم على جامعاتهم ان تؤمن لهم وسائل النقل التي تضمن نقلهم ووصولهم الى جامعاتهم في الوقت المناسب دون أي تأخير وتمكينهم من متابعة دراستهم بشكل طبيعي يوميا. لا يمكن ان تستمر مشكلة مكشوفة ومعروفة يشاهدها الجميع كل يوم كل هذه السنوات وان تعجز الجهات المعنية عن حلها،ولا يجوز ان يدفع الطالب الاف الدنانير كلفة تعليمه وهو يعاني ازمة مواصلات لا تنتهي وهي اولا واخيرا على حساب جهده ووقته ودراسته. ليس بمقدور كل طالب اقتناء سيارة خاصة واستخدامها للتنقل من والى الجامعة، فهناك طلبة لا  يتوافر لهم مصروفهم اليومي، ويكابدون ويكافحون ويعدّون الايام يوما بيوم حتى التخرج والبحث عن عمل ومساعدة اهاليهم في مواجهة متطلبات الحياة وتحمل جزء من المسؤولية العائلية. المطلوب اعادة النظر في وضع المواصلات الجامعية بشكل عام  واجراء دراسة شاملة لها واعداد الخطط التي تضمن حلا جذريا لها وتنفيذها على الفور وعدم الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد  وتبادل اللوم والمسؤولية عن التقصير في هذا الموضوع تجنبا لمضاعفات سلبية قد تحصل يصعب معها الخروج من ازمة يمكن ان تقود الى ازمات اخرى - الدستور.

اوائل- توجيهي .