فيصل ملكاوي - الرسالة الواضحة بخروج الاخوان من نقابة المعلمين بهذا الشكل الصارخ والحاسم ، هو ان المجتمع بغالبيته الساحقة (صوت ) على رفض نهج الاخوان ، لان اكثر من مئة الف معلم يدرسون اكثر من مليون طالب وطالبة ، يعبرون بشكل دقيق وشامل عن ارادة المجتمع باغلبيته الساحقة ولهذا فان لانتخابات نقابة المعلمين ونتائحها اهمية بالغة ولها دلالتها التي تستحق القراءة والتحليل بعمق. وعليه فانه من غير الممكن قراءة الاخفاق الكبير الذي مني به الاخوان المسلمون في نقابة المعلمين بمعزل عن سلسلة الاخفاقات التي رافقت مسيرتهم خلال الاعوام الاخيرة التي تمثل حصاد الفشل لنهج الازمات والصراعات والاقصاء الذي احترفته القيادة السابقة للجماعة الى ان تم تصويب الوضع القانوني لها وانتخاب قيادة جديدة ستجهد كثيرا قبل ان ترمم الدمار الذي خلفه تيار همام سعيد. وان كان المشهد في نقابة المعلمين هو صورة من صور النهج ذاته للاخوان وقت كانت قيادة التازيم والاقصاء هي صاحب الكلمة والقرار في الجماعة ، الا ان الفارق الذي غفل عنه تيار التازيم ، هو امر غاية في الاهمية والحساسية وهو ان المعلمين اصحاب رسالة وحملة امانة ويشكلون حالة وطنية بذاتهم ، لا يمكن ان يقبلوا تجييرهم او تقزيم دورهم الوطني لصالح اجندة سياسية للاخوان او اي حزب او تيار سياسي باي حال. ولان المعلم احدى القواعد الرئيسية للمجتمع ، ويملك الوعي الكامل لاتجاهاته وخياراته ، فانه لم يكن بالامكان حرف بوصلته كما حاول ( الاخوان ) في عمر مجلس نقابة المعلمين السابق ، وبكل تاكيد فان المعلمين عندما اخذوا قرارهم بالعزم على انشاء نقابة المعلمين وناضلوا من اجل هذا الهدف النبيل ، لم يكن بواردهم قبول محاولة ( تيار همام سعيد ) ان يحول النقابة الى فرع او قاعدة من قواعدهم وهذا بالضبط كان الباب الاوسع لهزيمتهم بارادة المعلمين واخراجهم بالكرت ( الاحمر ). المجلس السابق هو الذي ادار واشرف على الانتخابات بشكل جوهري ، لذا لم يكن هناك مجال للتشكيك في النتائج التي لم تبق ( للاخوان ) بنسخة تيار التازيم فالنتيجة مثلت رسالة واضحة بخسارة موقع النقيب ونائبه و11 عضوا من اصل 13 عضوا قوام مجلس النقابة. بلا شك سيكون لنتائج انتخابات نقابة المعلمين ، هذه المرة بالذات رسائل ودلالات كثيرة ، توشر اولا وقبل كل شي ء ، ان ارادة المجتمع كانت حاضرة بالرفض لنهج الاخوان بالنسخة المعروفة للجميع ، التي حاولت استنساخ كل تجارب الاذى والتوتير والتازيم ، فكيف ان وصل الامر بنسخة همام سعيد ومجموعته العبث بحاضر النشء ومستقبله. نسي التيار المازوم ، ان المجتمع الاردني كله ممثل في نقابة المعلمين الاردنيين ، فلم يرسلوا فلذات اكبادهم الى المدارس ، ووضعوهم بايد امينة نظيفة هي المعلمين، ليغرسوا فيهم قيم العلم والمعرفة والسكينة ، ولن يسمحوا( للاخوان ) بحرف هذه المهمة النبيلة عن مسارها وهذا بالضبط ما عبرعنه المعلمون في الانتخابات الاخيرة لنقابتهم نيابة عن ارادة المجتمع - الرأي.

اوائل - توجيهي .