أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، أهمية الدور المحوري لمدير المدرسة في مواجهة التحديات في العملية التعليمية والمساهمة في معالجتها.

وقال إن أهمية دور المعلم والمدير داخل المدرسة، تكمن في المساهمة في قيادة التحول الحقيقي نحو الأفضل في المنظومة التعليمية، وتحقيق التكامل المنشود في الأدوار بين جميع أركان العملية التربوية.

جاء ذلك، خلال لقاء حواري نظمته اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين اليوم الثلاثاء، للاطلاع على نتائج الدراسة البحثية لبرنامج شبكات المدارس، الذي طورته الأكاديمية بالتعاون مع كلية المعلمين – جامعة كولومبيا، في الرياضيات والعلوم واللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى شبكة القيادة للمعلمين والمشرفين، واستفاد منها نحو 8 آلاف معلم. 

ونفذت الدراسة في ثلاث مديريات للتربية والتعليم في الشمال والوسط والجنوب بواقع 22 مدرسة وشملت 261 تربويا ما بين معلم ومدير مدرسة ومشرف.

وعرض عدد من المعلمين والمعلمات ومديري المدارس ومديري التربية والتعليم في المدارس التي شملتها الدراسة التي جاءت في إطار سعي الأكاديمية وحرصها على تطوير العمل بالاستناد إلى الدليل ونتائج البحوث التربوية.

واعتبر الدكتور الرزاز أن الخبرات التي اكتسبها التربويون، خلال تنفيذ برنامج شبكات المدارس، تؤكد أننا على الطريق الصحيح ونسير بشكل جيد، ومحفز نحو المزيد من العطاء لتعزيز دور الأردن كمنارة للعلم والمعرفة تحقيقا للرؤى الملكية. 

ولفت وزير التربية والتعليم إلى الجهود التي تقوم بها الوزارة، لتعزيز دور المعلم والقيادات التربوية على مستوى المدارس، مشيرا إلى وثيقة المدير القائد التي أقرتها الوزارة اخيرا، بهدف منح مدير المدرسة المزيد من الصلاحيات داخل مدرسته.

وأشار إلى توجه الوزارة لتخصيص 20 بالمئة من الحصص الدراسية اعتبارا من العام الدراسي القادم، للمهارات الحياتية والأنشطة التربوية المختلفة والتعلم التفاعلي، وبما يسهم في تعزيز المهارات والقيم المتنوعة لدى الطلبة، والسلوك الإيجابي لديهم. 

ولفت الدكتور الرزاز إلى أن الوزارة بصدد، مراجعة أنصبة المعلمين، وزخم الكتب المدرسية، والتركيز على توفير تعليم نوعي ومنافس في المدارس، معتبرا أن مجتمعات التعلم مبادرة حية وأن التحدي يكمن في التطبيق، والتوسع في برنامج شبكات المدارس ليشمل جميع مدارس المملكة. 

وأشاد بالجهود التي تقوم بها أكاديمية الملكة رانيا، وكوادرها وما تنفذه من برامج ومبادرات للارتقاء بالتعليم في الأردن وتعزيز تنافسيته، وايجاد نماذج تدريبية قيمة.

وبين عدد من معلمي ومديري المدارس ومديري التربية والتعليم في مناطق تنفيذ الدراسة، أن برنامج شبكات المدارس، أيهم في إيجاد فرص تعلم نوعية من خلال التعلم النشط وتطبيق استراتيجيات تعليم حديثة. 

وقالوا إن البرنامج أسهم في تعزيز مهارات المعلم وتعريفهم بنظريات وبيداغوجيا التعليم والاستثمار الأمثل للمرافق المدرسية، وبخاصة مختبرات العلوم والحاسوب والمكتبات، وإيجاد حالة من التفاعل الإيجابي ما بين الطلبة والمعلمين داخل الغرفة الصفية، مؤكدين أن البرنامج غطى جميع جوانب العملية التربوية. 

و كان الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان، عرض لأهمية برنامج شبكات المدارس، في مساعدة المعلمين في موضوع التأهيل، وامكانية استخدامه من قبل وزارة التربية والتعليم كأحد المسارات لتأهيل المعلمين. 

وتهدف شبكات المدارس، التي أسستها اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالتعاون مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا ووزارة التربية والتعليم، بحسب بنيان، إلى الربط بين معلمي المبحث الدراسي الواحد على نحو يتيح لهم الفرص للتنمية المهنية وتبادل الخبرات والمعارف ودعم بعضهم.  

كما تسعى الشبكات إلى بناء مجتمعات تعلّم مهنية متداخلة على مستوى المدرسة والشبكة والمديرية تؤسس للتنمية المهنية المستدامة، فيما تتطلع الأكاديمية إلى التوسع في تطبيق البرنامج باعتبارها الأهم.(بترا)