أبنائي الطلبة ، أحييكم على الانخراط بالحوار حول تطوير امتحان الثانوية العامة فهذا شأن يخص كل منكم ويخص مستقبل الاْردن ورفعته. وقد ظهر عدد من التساؤلات مؤخراً حول أسباب التحول من دورتين امتحانيتين إلى دورة واحدة في السنة الدراسية القادمة تستحق الإجابة. كما تعلمون فقد خضع امتحان الثانوية العامة ولا يزال لتطوير مستمر في الشكل والمضمون بما فيه إمكانية التقدم بعدد غير محدود من الدورات وتخفيض عدد المواد من ١٠ الى ٨ واحتساب ٧، والأسئلة الموضوعية وغيرها من التعديلات التي تؤدي إلى تخفيف حدة القلق والتركيز على التعلم ومساعدة الطلبة على اختيار تخصصاتهم بناء على ميولهم وقدراتهم.  أما في ما يخص الدورة الواحدة، فقرارها  اتّخذ منذ عام ٢٠١٥ وعُدّلت الكتب المدرسية بناء عليه لتقدم على مدار السنة الدراسية. والهدف العام من هذا التحول أن الامتحان وسيلة وليس هدفاً بحد ذاته، وعلى الطالب أن يقضي جل السنة الدراسية في فهم المادة والتعمق بها وليس في أخذ الامتحانات. لهذا توجهت معظم دول العالم (وكما كان الاْردن سابقاً) إلى الدورة الواحدة ولكن مع السماح بدورات تكميلية لمن لم يستكمل شروط النجاح أو يريد رفع معدله. وحتى نراعي ظروف الدورة الواحدة سيكون المنهاج معداً ليناسب عدد الحصص وسنضع فواصل مناسبة لجميع مواد الامتحان، ونود أن نشيرإلى أن بعض المواد التي كانت تعطى خلال فصل واحد مثل الفيزياء وعلوم الأرض والحاسوب والأحياء أصبح الآن بمقدور الطالب دراستها ومراجعتها خلال عام ، وهذا يتيح لكم الفرصة في تحسين نتائجكم . هذا وسيتيح نظام الدورة الواحدة إزالة الفروقات في نظام الحزم الذي كان متبعاً سابقاً والذي كان يظهر عدم توازن بين الطلبة الذين يختارون حزمة في الدورة الشتوية وبين أقرانهم الذين يختارونها في الدورة الصيفية، إذ ستكون جميع المواد أمام الطالب وبنفس الفرص  أبنائي:  نحن مقبلون على تغيير جذري في امتحان الثانوية العامّة، وسنذهب أيضا باتجاه امتحانات إلكترونية محوسبة تسهل العملية برمتها. نحييكم على تواصلكم المسؤول والحضاري ونحن على العهد أن نساعدكم على تنمية قدراتكم وتحقيق أحلامكم وتلبية الرؤية الملكية السامية بأن يعود الأردن ليتبوأ الصدارة كمنارة للمعرفة على مستوى المنطقة والعالم.