استطاعت وزارة التربية والتعليم أن تبدأ تجربتها في تقديم (تعليم عن بعد ) كاجراء اضطراريّ نظراً لقرار الحظر الشامل الذي اتخذته الحكومة ؛ وقدمت الوزارة محتوىً تعليمياً من خلال قنوات البثّ التلفزيونيّ ومن خلال منصات تعليم الكترونيّ ؛ ورافق ذلك مبادرات من المعلمين والمعلمات ، واطلاق منصات تعليمية لمدارس خاصة ؛ ورغم جميع التحديات التي ترافق العملية السابقة ؛ إلا أنّ الجميع شكر الجهود التي بذلك طوال الفترة السابقة .
هنالك عدد من المراحل تمرّ بها عملية التعليم عن بعد في ظل أزمة كورونا :
1- مرحلة الصدمة : لحظة إعلان الوزارة عن تعطيل الدوام المدرسيّ في مؤتمر صحفيّ ؛ سبّب حالة من الارتباك والخوف والقلق نتيجة "وباء كوفيد19-كورونا" ولعلّ المجتمع الأردنيّ أصيب بحالة من "الصدمة " كونهُ شعر بجدية الخطر الذي يتهددهُ ؛ وتضمنت مرحلة الصدمة عدة مظاهر :
أ) مشاعر مختلطة بين ( القلق والخوف من المجهول ) وبين (الراحة ) من حالة الأمن على الأبناء
ب) نقاش حادّ في وسائل التواصل الاجتماعيّ حول من يؤيّد القرار و من يعارضه
ج) نقاش في بدائل الوزارة بعد التعطلّ الدراسيّ
د) نقاش في تفاصيل العطلة المدرسية ؛ مدتها ومدى تأثيرها على بقاء الفصل الدراسيّ من إلغائه
2- مرحلة اطلاق التعلم عن بعد : والتي بدأت بالبثّ التلفزيونيّ ؛ حيث أجلّت الوزارة إطلاق منصة نور سبيس واستبدلتها بمنصة درسك ليتم تأجيل إطلاق منصة التعليم الإلكترونيّ ما يزيد على أسبوع ؛ اقتصر فيها التعلم عن بعد على البثّ التلفزيونيّ
وهذه المرحلة تضمنت عدة مؤشرات :
أ) عدم تقبل المجتمع للبثّ التلفزيونيّ : حيث رافق البث المباشر تعليقات ساخرة من الطلبة
ب) تجربة التعلم من خلال البثّ التلفزيونيّ : حيث تحول التعليقات الساخرة لشكاوي واعتراضات على ضعف الخدمة
ج) بدء التعلّم الالكترونيّ : وهنا تداخلت ردود فعل الطلبة بين اعتراضات على جودة المحتوى ، إلا أنّ فئة من الطلبة استطاعت التأقلم سريعاً والتكيّف من خلال اكتساب مهارات التعلّم الذاتيّ ؛ وتحولت السخرية والاعتراض لطلبات واستفسارات
3- مرحلة اليقظة : حيث تشكلت لدى المجتمع التربويّ والتعليميّ نظرة جيدة حول مآلات التعلم عن بعد بانواعه ؛ وبدأت تتشكل قناعات واتجاهات لدى أولياء الأمور والطلبة والمعلمين ؛ وهذه المرحلة تتشكل على النحو التالي :
أ) تقديم اقتراحات لتحسين جودة المحتوى التعليميّ
ب) بدء الطلبة باكتساب مهارات التعلّم الذاتي
ج) بدء المعلم باكتساب مهارات انشاء المحتوى التعليمي
د) توجه المدارس الخاصة لأطلاق أو تفعيل منصاتها التعليمية ( مدارس الحكمة ، مدارس التلال ، مدارس الأكاديمية العربية الحديثة ، مدارس الأصالة والمعاصرة ، مدارس الحصاد .... )
ويمكن تقديم الاقتراحات التالية لتحسين جودة التعلّم عن بعد :
1- ربط الطلبة بالمعلمين ؛ حيث يجب أن يلعب المعلم دوراً في العملية التعليمية ( نور سبيس مثلاً ) ويمكن ايضاً استثمار الصفوف الافتراضية ( بمنصة الأوائل )
2- تخصيص مادة تعليمية لغايات المطالعة الذاتية
3- ربط المادة التعليمية بالحياة
4- تقديم محتوى تعليميّ اثرائي ( شيّق وممتع )
5-شمولية المحتوى التعليمي ليشمل باقي المواد والفروع المهنية
6- تقديم محتوى تعليميّ شامل لكل معلم بدلا من حالة التداخل ( مشكلة كبيرة مثلاً ؛ وحدة مكونة من 6 دروس يشرحها 6 معلمين )
7- تقديم التعليم المتزامن من خلال استخدام : جوجل كلاس روم ، تطبيق زوم ، مايكروسوفت تيمز
8- أن يتمّ تقييم الطلبة في الصفوف الأساسية لغايات التقويم لا لغايات رصد العلامات
9- تحويل جزء من مادة الامتحان الوزاري ( لمطالعة ذاتية ) في حالة تأكد عدم حصول نسبة مقدرة من الطلبة على (كفايتهم ) في (تعليمهم ) لتلك دروس المادة
10- تصميم اختبارات وزارية مرنة ؛ كأن يتم تقديم عدد كبير من الأسئلة والطالب يختر جزءاً منها للحل ( مثال : يتضمن الامتحان 15 سؤال يختر الطالب 10 أسئلة منها )