خبر عاجل

عمان- تقف الاوضاع المالية الصعبة للجامعات الرسمية ومديونيتها وعجز موازناتها واعطاء الاولوية للنفقات الجارية في موازناتها على حساب النفقات الرأسمالية، حائلا امام استكمال وتطوير البنى التحتية فيها واجراء التوسعات اللازمة والصيانة وتحديث المختبرات والمشاغل والتجهيزات. واكد خبراء في التعليم العالي ورؤساء جامعات رسمية في احاديث منفصلة لـ”الغد ” حاجة الجامعات الى صيانة دورية لأبنيتها ومرافقها، فضلا عن توسعة القائمة او مباني جديدة الا ان اولوية الرواتب تقف امام رغبات ادارات الجامعات الرسمية بهذا الخصوص، خصوصا مع الضغوط على البنى التحتية بزيادة اعداد الطلبة. وتتفاوت الحاجة لتطوير البنية التحتية من جامعة لاخرى كما تتفاوت داخل الجامعة الواحدة فالجامعات قديمة الانشاء حاجتها اكبر بكثير من الجامعات حديثة الانشاء. كما تضم بعض الجامعات القديمة مبان وكليات والمختبرات حديثة الانشاء الى جانب مبان قديمة، وفق الخبراء ورؤساء الجامعات. وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الجامعة الاردنية الاسبق الدكتور وليد المعاني قال “لا شك بانه مع الاعداد المتزايدة من الطلاب وحتى لو كانت المختبرات على سوية جيدة، الا انها غير كافية بسبب هذه الزيادة ما يشكل ضغطا متزايدا عليها كل عام”. واشار المعاني الى وجود جامعات قديمة واخرى حديثة، بحيث تحتاج القديمة الى صيانة وتوسعة وتحديث البنى التحتية والمختبرات والاجهزة بشكل اكبر، مؤكدا ان المختبرات والمشاغل في الجامعات غير كافية والمدرجات في بعض الجامعات قديمة والقاعات لا تتسع احيانا للطلبة. وبين انه وعلى سبيل المثال في الجامعة الاردنية، تم بناء كليات جديدة تضم مدرجات وقاعات صغيرة، الا ان هناك كليات مبانيها قديمة مثل العلوم والاداب، والتي لا تتوفر فيها قاعات لمناقشة الرسائل. واعتبر المعاني، ان البنية التحتية من مختبرات وقاعات تدريس ليست مناسبة للزمن الحالي واساليب التدريس الحديثة، فضلا عن الاعداد المتزايدة للطلبة. ويضيف ان اساليب التدريس الحديثة “تحتاج غرفا صغيرة مجهزة وإنفاقا ماليا من الجامعات التي تعاني ماليا، فيما الجامعات الجديدة تأخذ بعين الاعتبار هذه التجهيزات”. واشار الى ان معظم الكليات مبانيها قديمة ولا قدرة للجامعات لاستبدالها بمبان حديثة، بسبب المشاكل المالية للجامعات، لاسيما وان نسبة عالية موازنات الجامعات نفقات جارية لا رأسمالية، مؤكدا ان الجامعات ترغب في تحديث البنية التحتية والمرافق والمختبرات والمباني إلا ان العائق المالي والاولويات تحول دون ذلك. الامين العام الاسبق لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس جامعة آل البيت الدكتور هاني الضمور، يرى ان الجامعات الرسمية القديمة تعاني نتيجة الوضع المالي وقدم المرافق الطلابية والمختبرات، والحاجة لمراعاة متطلبات الامان والتخزين، والتخلص من المواد الكيماوية التي تستخدم في المختبرات. وقال ان جامعة ال البيت تضم مباني قديمة كانت مستعملة حتى قبل انشاء الجامعة، مشيرا الى ان معظم مباني الجامعة قديمة ومنها كلية العلوم التي تعمل الجامعة على ترميمها. وبين ان الحاجة متزايدة لمرافق وخدمات مع ازدياد اعداد الطلاب، فضلا عن اساءة استخدام المرافق وعدم الصيانة المستمرة لها، فتتفاقم للاسباب المالية. وقال الضمور، للجامعة اولويات على رأسها دفع الرواتب والالتزامات، مشيرا الى انه وفي ظل عدم كفاية الدعم الحكومي وتغير حجمه من عام لآخر وغياب دفعات منظمة لهذا الدعم، يجعل من الصعوبة بمكان ادارة مالية صحيحة تمكن من تحسين البنية التحتية. واكد، الى ان الجامعة تحتاج لدفعات واضحة للدعم الحكومي لادارة الجانب المالي كما ان عدم وجود مصادر تمويل مستمر وكافي ومنتظم ما يؤدي الى ارباك في الادارة المالية. من جانبه قال رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور احمد العجلوني، ان الجامعة اجرت دراسة لحاجتها من البنية التحتية والمقدرة بـ49 مليون دينار. وقال ان الجامعة تحتاج الى مباني جديدة معظمها في المركز في السلط، وتوسعة وصيانة للمباني القديمة بكلفة 10 ملايين دينار، فضلا عن المعدات والمختبرات والاجهزة واجراء عمليات توسعة واستملاكات في مركز الجامعة ومنها انشاء مبان لـ7 كليات. ودعا العجلوني الى دعم حكومي عاجل، لتتمكن الجامعة من تلبية احتياجاتها الضرورية بهذا الخصوص. من جهته اكد رئيس جامعة الطفيلة التقنية الدكتور عمر المعايطة، ان الاوضاع المالية للجامعات واولوية النفقات الجارية، تحول دون تطوير وتحديث البنى التحتية والمرافق والخدمات والمختبرات في الجامعات. وعبر عن رضاه عن مستوى البنية التحتية في الطفيلة التقنية، مستدركا وجود حاجة ماسة لتطوير المختبرات والاجهزة، فالتطور في العالم مستمر، والاجهزة التي كانت حديثة قبل سنوات اصبحت الآن قديمة ولا تفي بالغرض.