كوثر صوالحة - رعى رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور حفل إطلاق مشروع نظام الربط والحماية الإلكترونية لوزراة التربية والتعليم، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات الخاصة وبتنفيذ من شركة أمنية للاتصالات، في خطوة هي الأكبر من نوعها على مستوى المدارس في جميع محافظات المملكة حيث ستشمل معظم المدارس الحكومية والمديريات التابعة لوزارة التربية والتعليم ومدارس الثقافة العسكرية التابعة للقوات المسلحة، وبما يهدف الى  توظيف التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة إدارة العملية التربوية من خلال تبنّي حلول التواصل وتكنولوجيا المعلومات. وقام رئيس الوزراء ونائبه وزير التربية والتعليم باجراء تجربة خاصة للتاكد من جودة العملية التكنولوجية ومدى جودتها في بث حي ومباشرللربّط ما بين مدرسة الأميرة رحمة في عمّان ومقر الحفل وشركة أمنية تم خلالَه الاتصال بين المواقع الثلاثة لإظهار مزايا المشروع بحضور وزيري النقل والاتصالات . وألقى نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات كلمة بين فيها أن هذا المشروع الوطني الكبير يعد خطوة جوهرية في سبيل تطوير أدوات التعليم في الأردن، ويأتي تنفيذاً لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ؛لتطوير التعليم وتعزيز الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة في النظام التربوي وفقاً للإستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم التي تبنتها الحكومة وتنفذها وزارة التربية والتعليم.  وأكد الدكتور الذنيبات أن هذا المشروع يعتبر الأول من نوعه في توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التربوية في المملكة و المنطقة العربية ، مبينا أن مكونات هذا المشروع تشتمل على حلول حديثة ومتقدمة للعديد من المشاكل السابقة التي عانى منها قطاع التعليم في هذا المجال. وأوضح ان تنفيذ مشروع الربط والحماية الإلكترونية لوزارة التربية والتعليم سيعمل على تهيئة البنية التحتية اللازمة لربط ما يقرب من (3000) مدرسة وموقع، لتوفير خدمات الانترانت والاتصالات المتكاملة في خطوة تهدف إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة إدارة العملية التربوية من خلال تبنّي حلول التواصل وتكنولوجيا المعلومات، وزيادة سرعة الانترانت التي تربط المدارس بالمديريات من (1) ميجابايت إلى (15) ميجابايت، وبين مركز الوزارة والمديريات بسرعة تصل إلى (50) ميجابايت. وبين  أن هذا المشروع يأتي تنفيذاً لما التزمت به وزارة التربية والتعليم في خطة إصلاح التعليم،في سعيها لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وفقا لمبدأ التعلم المتمازج بين الموارد المختلفة، وتدريب المعلمين وتأهيلهم. وأضاف أن الوزارة عملت على توفير بيئة مناسبة ذات جودة تسهم في دعم التعلم وإثرائه من خلال إنشاء أبنية مدرسية جديدة، وإضافات غرف صفية لمدارس قائمة، وتجهيزها بالمختبرات العلميـة والحـاسوبية والمرافق اللازمة لممارسة الأنشطة المتنوعة، وإعادة توزيع خريطة الأبنية المدرسية لتنسجم مع بنية السلم التعليمي الجديد، ودمج المدارس الصغيرة بمدارس أخرى مجمعة، مع تأمين وسائط نقل للطلبة وذلك للتوظيف الأمثل للموارد البشرية والمادية في عملية التعليم. وبين الدكتور  الذنيبات أنه وبهدف مواءمة المناهج الدراسية لاحتياجات الطلبة وقدراتهم بما يمكنهم من اكتساب المعارف والمهارات والكفايات وبناء التفكير التحليلي لديهم، فقد تم تطوير المناهج والكتب المدرسية لجميع المباحث والصفوف، وإعادة النظر بالتشريعات التربوية، وبناء نظام للمساءلة، واستحداث وحدة تنظيمية تعنى بضبط جودة النظام التعليمي ضمن الهيكل التنظيمي للوزارة.  وأضاف أن الشبكة الحاسوبية التي ستنفذ في المشروع مصممة لربط المدارس بمديريات التربية والتعليم، بالإضافة إلى ربط المديريات بمركز الوزارة، وإنشاء مراكز بيانات مصغرة في كل مديرية تربية، تمكن المركز الرئيس في الوزارة من محاكاة هذه المراكز بدلاً من محاكاته لجميع مدارس المملكة، ويمكنه من ضبط السرعة والمحتوى بشبكة الانترنت من خلال مراكز التحكم في الوزارة والمديريات وتوفيره للمدارس بما يلزم فقط وعدم فتح هذه الشبكة دون ضبط وتحقق، ويسهم ذلك في نشر وتطبيق الأنظمة المحوسبة بسرعة ودقة أكثر، بحيث تصبح كل مديرية تربية شبكة مستقلة تتحكم بتطبيق جميع الأنظمة بما يتناسب مع مدارسها وحاجاتها. ولفت إلى أنه سيستفيد من هذا المشروع الذي سيتم تنفيذه خلال عام واحد ما يقرب من مليون ونصف المليون طالب، وما يقرب من (80) ألف معلم ومعلمة، وبكلفة مليون وتسعمائة ألف دينار سنوياً. كما سيعمل هذا المشروع بحسب الذنيبات على توفير شبكة اتصالات داخلية باستخدام تقنية (Voice over Ip) للوزارة ومديرياتها ومدارسها، مما يمكن جميع مدارس المملكة ومديرياتها من التواصل داخل هذه الشبكة دون أي تكاليف مالية إضافية، وتوفير وحدات محادثة مرئية (Video Conference) بين الوزارة ومديريات التربية والتعليم والمدارس، تساعد على عقد اجتماعات ولقاءات ومحاضرات وحصص صفية. وأشار إلى إن ربط المدارس بشبكة اتصالات خاصة (Intranet) آمنة وسريعة سيوفر للمعلمين والطلاب بيئة تعليم مميزة، وللكوادر من الإداريين قدرة على سرعة الاتصال وتمرير المراسلات عبر شبكة خاصة مما يسهل عملية التواصل ويسرع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعملية التربوية. وأضاف أن هذا الربط سيوفر نظاماً متكاملاً لضبط الدوام الرسمي في الوزارة ومدارسها ومديرياتها من خلال تركيب الأجهزة الخاصة بذلك، وإنشاء نظام مراقبة وحماية الكترونية للوزارة ومديريات التربية والتعليم والمدارس ومرافقها باستخدام كاميرات مراقبة ذات دقة عالية تغطي مداخل ومخارج المدارس وساحاتها وكذلك مديريات التربية والتعليم. وسيتم ربط ذلك كله بنظام تحكم شامل في مركز الوزارة بأحدث التقنيات التي تمكن من متابعة أوضاع المديريات والمدارس على مدار الساعة.  وبين الدكتور الذنيبات أن هذا المشروع سيوفر البنية التحتية اللازمة لإجراء الامتحانات إلكترونياً في المستقبل، وأي نظم تعليمية وتربوية أخرى، مع إمكانية إضافة  أية تطبيقات تكنولوجية لها علاقة بالمناهج وحوسبتها والعملية التعليمية بكافة جوانبها وبدقة عالية. وبين أن تنفيذ هذا المشروع من قبل شركة أمنية يأتي تجسيدا للشراكة بين القطاعين العام والخاص ، موضحا أنه تم اختيار هذه الشركة بناء على توافق العرض الذي قدمته مع كافة المعايير والشروط التي حددتها الوزارة وهيئة الاتصالات الخاصة في العطاء الذي طرح من القوات المسلحة وتطلب مستوى عالٍ من التقنية والدقة والحلول التكنولوجية المتطورة.  من جهته قال مدير عام هيئة الاتصالات الخاصة في القوّات المسلّحة الأردنيّة – الجيش العربي، الجهة المشرفة على المشروع، العميد المهندس علي العساف ان الهيئة كرَّسَت كافة خبراتها وكفاءتها لتقييم هذا المشروع الوطني الكبير ووضع أدق المعايير والشروط الفنيّة والأمنية بما يضمن الاستخدام الفعّال للتكنولوجيا في خدمة العمليّة التعليميّة.  وتابع أن هذا المشروع تبلوَرَ بمتابعة من القيادة العامة للقوات المسلحة ويأتي انسجاماً مع توجيهات جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني  وتنفيذاً لرؤى جلالته في ضرورة مواكبة التطوّر التكنولوجي والتغييرات المتتابعة والمتطوّرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.  وأوضح العساف أن هذا المشروع الوطني الكبير يُعَد إضافة نوعية للمشروع الوطني لشبكة الألياف الضوئيّة National Broadband Network (NBN) الذي تنفذّه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.  ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أمنية، الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع، المهندس زياد شطارة ان هذا المشروع يعكس رؤية الشركة بالصورة المثلى، والتي تهدف بصورة رئيسية إلى اتخاذ دور رئيسي في تنمية وتطوير القطاع التعليمي في المملكة ونأمل بأن يشكل نقلة كبيرة في سبيل تحسين كفاءة التعليم وتوفير أدوات غير تقليدية في العمليّة التعليميّة والاستفادة من المصادر التعليميّة المتاحة عبر شبكة الانترنت بما يَصُب نحو الوصول إلى اقتصاد مَبنيّ على المعرفة الذي تسعى الاستراتيجيات الوطنية المتعاقبة للمملكة إلى تحقيقه.  وقال شطارة: «ستكون مهمة أمنية تمكين قطاع التعليم الأساسي في المملكة من مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في مجال أساليب التدريس والمعرفة، حيث ستربط أمنية المدارس والمديريات التعليمية في المملكة بشبكة تؤهّل هذه المؤسسات للحصول على سرعات عالية لنقل المواد التعليميّة والفيديوهات المرتبطة بها ما يحقق الفائدة القصوى للطلاب في مختلف مواقعهم، حيث ستتيح للهيئة التدريسيّة المجال في تبادل الخبرات والمعرفة من خلال وسائل التواصل المرئية.»  وأوضح أن أمنية ستباشر بتنفيذ المشروع وعلى مراحل، حيث ستسعى الشركة إلى الاستفادة من كافة الاستثمارات والموارد المتاحة المتعلقة بتنفيذ المشروع، بما فيها العمل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات المعنيّة الأخرى لتنفيذه - الدستور