نيفين عبد الهادي - خططوا ليكونوا مميزين مختلفين بإبداعهم وحضورهم العلمي الخاص، لم يسعوا لإستكشاف أرض مجهولة كما لم يستحدثوا مبادئ مستحدثة، إنما انطلقوا من أرض صلبة ومبادئ مؤسسية بنيت عليها المملكة في الحرص على الإهتمام بالشباب وتمكينهم ليكونوا كما وصفهم جلالة الملك بناة المستقبل بجدارة وتميّز بهوية أردنية يفاخر بها. الشباب، هم عنوان لحالة استثنائية في معرض سوفكس، من خلال تقديم ثلاثة مشاريع ابداعية تمثلت في سيارة فورمولا ومرقاب وروبوت آلي ذي جاهزية للتعامل مع المواد والأماكن الخطرة، واللافت أن هذه المشاريع كانت من طلبة من الجامعات الأردنية الألمانية، والعلوم والتكنولوجيا، والأردنية، ليضعوا بذلك عنوانا عريضا ليس فقط للإبداع الشبابي إنما أيضا لرسالة الجامعات الهامة في توجيه فكر الشباب نحو الإبداع والتميز والتفوق. لطالما سعى الأردن لجعل الشباب في أولوياته السياسية والإقتصادية والإجتماعية، بإرادة سياسية عليا من جلالة الملك، وكثيرا ما وضعت برامج وخطط للإهتمام بهم وتنمية قدراتهم، ببرامج وخطط عملية لم تقس الزمن بالقول إنما بالفعل ومما يرجى ومن ثم ما ينجز ويتحقق، لتتشكل في الأردن صورة نموذجية ومثالية للشباب بتفكيرهم وانجازاتهم لا تشبه أي حالة سوى الأردن والأردنيين. وانطلاقا من إيمان الشباب وحتى جامعاتهم بأن العمل المبدع والإنجاز هو طريق الصواب، فقد جسدوا ذلك على أرض الواقع خلال معرض سوفكس، حيث جسدت المشاريع الجامعية المشاركة به تمّيز الشباب الاردني في الجامعات الاردنية، إضافة إلى تميّز جامعات حرصت وتحرص على تعزيز ثقافة الإبداع وقدرتها على تقديم نماذج شبابية تتسم بعملقة الحضور والمنجز. ولم تقتصر حالة الإعجاب والأنعكاس المباشر لتفاعلات الواقع على المشاركين الأردنيين، إنما أشاد العديد من الزائرين من الدول العربية والخبراء والمتخصصين من الدول الصديقة بما شاهدوه في قسم المشاريع الجامعية التطبيقية، معتبرين هذا الأمر يجسد حالة إبداع مميزة على أرض الواقع كما تعكس حجم التقدم والنهضة العلمية الذي  وصلت اليه الجامعات الأردنية وخاصة في المجالات البحثية. شباب تقدموا بثلاثة مشاريع مميزة لفتت انتباه العالم بأسره عربيا وأجنبيا، غيّروا تفاصيل كثيرة في المشهد الشبابي العربي ليس فقط المحلي، مؤكدين بعملهم وإصرارهم أن الشاب الأردني قادر على الابداع ، والجامعات  الأردنية حاضنة مثالية لطلاب لإيصالهم نحو طريق الإبداع والإبتكار والبحث العلمي النموذجي، فجعلوا من المشهد العام ملونا بألوان الفرح المميز وهو ما يليق بالشباب. الطلبة المشاركون أكدوا أن مشاريعهم جاءت بداية على شكل فكرة علمية متخصصة ومميزة عرضت على اساتذة الكلية في الجامعة، وتم تبنيها بعد تقديم الطلبات اللازمة بهذا الخصوص الى صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، مشيرين إلى ما سمعوه من كلمات اعجاب من قبل زوار المعرض حيال مشاريعهم التي نفّذت بكلف تكاد تكون رمزية. ولم تقف ردات الفعل عند كلمات الإعجاب كونهم شكّلوا بالفعل فجر يوم جديد للشباب العربي فكانوا عمليا بداية جديدة لأجندة شبابية أمام عشرات الدول، فقد تبع كلمات الإعجاب أن وفودا خاصة من الدول الخليجية الشقيقة أبدت رغبتها في تبادل الخبرات مع المراكز البحثية كون مشاريعهم تحاكي في تصاميمها ما هو مطبق عالميا وبجودة افضل. بعد هذا الإنجاز الطلابي الجامعي، حتما تقف جهات كثيرة أمام مسؤوليات هامة ودقيقة، ليس للتأسيس لحالة جديدة، فكما أسلفنا هؤلاء الطلاب لم يستكشفوا أرضا مجهولة فهم بنوا على عمل مؤسسي بدعم الشباب، لكن الحاجة تبرز لدعمهم ودعم الجامعات في تطوير البحث العلمي والجوانب البحثية بشكل عام، لتعزيز قدرات الشباب وتطويرها وحمايتها سواء كان من الهجرة أو من الاحباط والهروب باتجاهات سلبية، فلا بد من الأخذ بالحضور الطلابي في سوفكس نقطة بداية لإنطلاقة جديدة تحقق تكافؤ الفرص ودعم المبدع وتطوير المنجز وحماية التميّز وهي مطالبات طالما نادى بها خبراء ومختصون لكنها ما تزال تعاني «العرج» في حالة التنفيذ فهناك ما تحقق لكن هناك الكثير لم يتحقق - الدستور .

اوائل- توجيهي .