كتبت ـ كوثر صوالحة تتزامن  امتحانات الثانوية العامة «التوجيهي» مع شهر رمضان المبارك. وبين الخوف من الامتحان والقلق في المنازل ياتي خوف اخر على صحة الطالب العامة والصحة النفسية والادراك والتركيز والقدرة على الاستيعاب والدراسة في ساعات الصيام . العديد من الدول الاسلامية وغير الاسلامية قامت باجراءات احترازية وعملت على تقديم امتحانات الثانوية العامة او تاخيرها بسبب الصوم  الا ان الواقع لدينا يقول بان امتحانات الثانوية العامة ستكون خلال رمضان ولا تاخير ولا تعديل وهي ليست المرة الاولى الا ان الخوف والتوجس دائما ما يسبق هذه الامور لاسيما من قبل الاهالي . الكثير من الاهالي يبحثون عن فتوى شرعية تجيز افطار ابنائهم في رمضان بعذر الدراسة وكون ساعات الصيام طويلة واجواء الشهر الفضيل مختلفة عن الايام العادية الا ان مبدا الافطار في شهر رمضان ينكره الائمة لاي عذر غير شرعي وان الانسان القادر عليه الصوم  فالصوم والدراسة خلاف بين الاهل والشرع وبين الاطباء . فبينما يرى الاهل ان هناك عذرا بساعات الصيام الطويلة والمرهقة للطالب يرى العلماء وبمختلف توجهاتهم ان الواجب هو الصوم وليس الامتحانات عذراً في الإفطار فإن صوم رمضان أمر مفترض وليس الامتحان من الأعذار الشرعية ، فالواجب عليه أن يصوم فلو قدر أنه أصابه شيء يخشى عليه شرب إذا دعت الضرورة إلى ذلك ثم أمسك وقضى وإلا فالواجب عليه أن يصوم ويستمر في صيامه ويؤدي الامتحان إذا اضطر إلى ذلك وإن تيسر أن يكون الامتحان ليلاً ويسعى مع المسئولين في ذلك فهذا هو الأحوط والأسهل على الطلبة ، لكن لو فرض أنهم ألزموا بهذا الشيء فإن الامتحان لا يكون عذراً في الإفطار بل عليه أن يختبر ويصبر ويكمل صومه ، لكن لو فرض أنه في بلد حار جداً وفي محل عليه خطر فإنه لا حرج أن يشرب مثلاً في آخر النهار عند الضرورة ما يحفظ عليه حياته ثم يقضي فيما بعد  ذلك اليوم مع الإمساك يشرب ويمسك بقية نهاره كمن كان في رعي الإبل أو الغنم وشد عليه الأمر أو في أي عمل من الأعمال فأصابه شدة يخشى منها الموت أو المرض الذي يضره فإنه يفطر ثم يقضي ، يفطر ويمسك ويقضي للضرورة. الاهالي لهم راي اخر ويقولون كان على وزارة التربية والتعليم ان تراعي هذه الاجواء وتعمل قدر المستطاع على تجنب تقديم الامتحانات في رمضان كأن تكون قبله او بعده وهو امر يجده التربويون مستحيلا وصعبا لان الصيام ليس بظرف يستدعي كل هذه الاجراءات وهذه امور تعود الى تقدير الطالب والاهل  ويعتقد الكثيرمن التربويين ان الصيام لا يؤثرعلى صحة الطالب وتركيزه اذا ما قام بتنظيم وقته ثم ان الدراسة والتحضير للامتحانات كانت قبل ذلك ويفترض ان الطالب في وقت الامتحانات يقوم بمراجعة معلومات والاصل انه قد انهى دراسته . وفي الوقت الذي يسيطر فيه الخوف على الاهل من تاثير الصيام على قدرة الاستيعاب للطالب والضعف والتعب، يفند الاطباء ذلك حيث يشير اخصائيون في الطب الباطني الى ان مادة الجلوكوز وفي ساعات الصباح ومن تاثير وجبة السحور لن تكون مع ساعات الامتحان صباحا قد هبطت الى مستويات قليلة وبالتالي ومن ناحية علمية فلن يتاثر النشاط الذهني في المخ للطالب  لان مادة الجلوكوز الغذاء الوحيد الذى يمر من خلال الحاجز الموجود بين المخ والدم والوحيد الذى يغذى خلايا المخ  وبالتالي لن يتاثر تركيز الطالب لذلك على الاهل العمل على تغذية الطالب بمواد نشوية معقدة في السحور لأنها تتحلل ببطء وتظل فترة طويلة حتى تتحول إلى سكريات أحادية وهو الجلوكوز الذى يغذى المخ مثل تناول الخبز  والبطاطا المسلوقة والموز والاكثار من الشوفان ، مؤكدين ان مستوى الجلوكوز يتوالى بالانخفاض في نهار رمضان مع قرب ساعات الافطار وليس قبل ذلك . ويزيد الاطباء من تفنيدهم لفكرة صعوبة الصوم مع الامتحانات وينصحون الطلاب بالصوم في حال عدم وجود عارض صحي لأن الصوم يجعلهم فى حالة نفسية هادئة ويقيهم سوء الهضم والقولون العصبى ويجنبهم أعراض المعدة العصبية والقيىء العصبي . ويشير الاخصائيون الى ضرورة الوعي الصحي في تنوع الطعام على الافطار والسحور وان تحتوي قائمة الطعام على البروتين والنشويات حيث تمد هذه المواد الجسم بالطاقة والاكثار من الخضرة والفواكه وتناول اللبن  والبيض  والحرص على تناول مادة الخيار  بحسب اخصائيي التغذية  لأنه يحتوى على نسبة كبيرة من المياه والبوتاسيوم ويساعد على ترطيب الجسم أثناء فترة الصيام والابتعاد عن الدهون والمقبلات والمخللات وكل ما هو مقلي  والاقلال من الحلويات لانها تعمل على زيادة الخمول . ويؤكد اخصائيو التغذية ان الطلبة في مرحلة عمرية  يحتاجون فيها الى عدد من السعرات يمكن توزيعها على وجبتي السحور والفطور حيث يحتاج جسم الفتاة الى  حوالى 2000 الى 2300 سعر حرارى والذكور من 2500 الى 2800 . 

أوائل - توجيهي أردني